د بهاء حلمى يكتب:خروج بريطانيا وآثاره على مصر

رؤى للمستقبل في 27/6/2016

أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وأثاره

صوت الانجليز لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بنسبة حوالي 51.5%  في الاستفتاء الذي تم في 23 يونية على غير المتوقع مما شكل صدمة للاتحاد الأوربي ورئيس وزراء بريطانيا صاحب المبادرة بتقريب موعد الاستفتاء بدلا من 2017 م.

 بما يعيد السيادة البرلمانية للمملكة المتحدة، وحرية قرار المملكة المتحدة بشأن ضبط الهجرة وحصولها على موقع أفضل في مفاوضات التجارة، وأنه آن الأوان للتحكم بقدرات  البلاد على حد تعبير عمدة لندن بوريس جونسون أحد زعماء أنصار حركة الانفصال ، بينما خاب أمل القسم الثاني من الانجليز الذين كانوا يؤيدون البقاء في الاتحاد الأوربي.

ونحن نرى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي له جوانب سلبية على كل من بريطانيا والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية والاقتصاد العالمي، وله جوانب إيجابية على دول الخليج ومصر.

فالجوانب السلبية على اقتصاد بريطانيا تكمن في احتمالية توقف المشاريع التي تنفذ بمشاركة الاتحاد الأوربي أو الغاء بعضها، كما سيؤدى إلى خسائر في الوظائف وارتفاع نسبة البطالة، وتأخير في الاستثمارات الواردة إلى بريطانيا في ضوء زيادة المخاطر على الشركات الكبيرة والصغيرة، وسيتأثر حتما سوق العقارات بلندن كما سيتأثر كل من القطاع المصرفي البريطاني مع انخفاض العملة أمام اليورو والدولار.

وعلى الصعيد الاقليمى والدولي فإن خروج بريطانيا يعتبر خروج لثاني اكبر اقتصاد في الاتحاد الأوربي مما سيخلق سياسات جديدة لتعامل الاتحاد الأوربي معها إضافة إلى زيادة المنافسة بين الشركات في دول الاتحاد الأوربي  بهدف كبح جماح منافسيهم البريطانيين .

أما على الصعيد السياسي والذي لا ينفصل عن المسار الاقتصادي، فله آثار على موازين القوى العالمية أيضاً.

فعلى مستوى أوربا فإن خروج بريطانيا سينشر عدوى الاستفتاء على الانفصال بمعنى أنه سيشجع دولا أخرى مثل هولندا واسبانيا واليونان وغيرها للخروج من الاتحاد الأوربي خاصة في ظل مشكلة الهجرة المستمرة، كما جدد الاستفتاء أحلام الاسكتلنديون بتنظيم استفتاء  للانفصال عن المملكة المتحدة، كما أن الانفصال أدى إلى خسارة الاتحاد الأوربي دولة نووية عظمى دائمة العضوية بمجلس الأمن.

ونعتقد أن هذا الاستفتاء أثار روح وشهية الانفصال لدي الكثير من الولايات الأمريكية للانفصال عن الوطن الأم مثل ولاية تكساس ومونتانا.. الخ التي تطالب بحكومات منفصلة وكيان مستقل بكل منها.

أما الجوانب الإيجابية ستكون لصالح روسيا على الرغم من الجهود التي بذلها أوباما في دعم كاميرون ضد الانفصال إلا أنها باءت بالفشل، كما سينعكس خروج بريطانيا على دول الخليج ومصر بالإيجاب

مما قد يؤدي إلى زيادة المنافسة على الأسواق بدول الخليج وشمال أفريقيا وتحسين العلاقات مع تلك الدول. مما يعزز توجه السياسة نحو دول الخليج لإقبال مواطنيها على امتلاكها.

 

 

About Post Author