د بهاء حلمى يكتب: رسالة مصر للعالم .. سلام ومحبة

رؤى للمستقبل في 10/1/2018م

حقاً أن رسالة السلام والمحبة هي أعظم رسالة يمكن إرسالها أو بثها للإنسانية من أرض مصر التي ذكرها الله في الأديان السماوية.

إن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي لقداس عيد الميلاد في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تم تشيديها في زمن قياسي وتأهيلها لتكون صلاة العيد هي أول صلاة رسمية بها، وإلقائه كلمة موجزة مفادها ((إننا نقدم رسالة سلام ومحبه من هنا ليس فقط للمصريين أو للمنطقة ولكن للعالم كله)) وأكمل تأكيده على أن التدمير والدمار والقتل لن يهزم أبداً الحق والبناء والمحبة والسلام.

إن تلك الرسالة تحمل في طياتها كل المعاني والقيم السامية التي تقوم عليها الأديان السماوية كما تُعد أبلغ رسالة يتم توجيها بالصوت والصورة والواقع من أرض مصر إلى العالم بأطفاله وشبابه وشيوخه وكذلك إلى أهل الخير إضافة إلى كونها رسالة إلى أهل الشر والجهل والإرهاب ليقول لهم إن الشعب المصري عظيم بقدر عظمة تاريخه وحضارته وأنه سيواجه أفعالكم الخبيثة بوحدته وتسامحه وتمسكه بقيم المحبة والسلام، وسيتصدى لقوى الشر بقوة وعزيمة لا تلين لإرساء هذه القيم السمحة.

وإننا لا نرى خطوت إيجابية وملموسة من أمريكا ودول الاتحاد الأوربي للمساهمة في الحرب ضد الإرهاب سواء كانت بمصر أو ليبيا أو بمنطقة الشرق الأوسط، فهناك نُدرة في الدعم بالتقنيات الحديثة والمعلومات الخاصة بكشف المخططات الهدامة والكشف عن السياسات المعوجة التي تدعم الإرهاب وتموله، فيجب على دول العالم أن تستوعب الدرس وتعود لكلمات مصرية مدوية تحققت معظمها مثل (سيعود لكم شباب بلادكم الذي شارك مع داعش في سوريا والعراق وغيرها) ولم ينتبهوا إلا بعد عودتهم وحدوث تفجيرات وضحايا في كثير من تلك الدول.

ويتوجب عليهم المساهمة في الحرب ضد الإرهاب بهدف انحصاره ولضمان عدم امتداده إلى دول العالم المختلفة. كما يتعين على العالم أن يشاهد ويحلل المشهد المصري وما يعبر عنه من قوة وصلابة ووحدة هذا الشعب العظيم والتي تجلت في التعبير عن ارادته واستقلاله في 30 يونية 2013م ليعلن أن أفراد القوات المسلحة ورجال الشرطة هم من أبناء هذا الشعب نبت الأرض الطيبة التي تضم سيناء أرض السلام، عقدوا العزم على التلاحم مع الشعب في مواجهة الإرهاب.

وعلى أقل تقدير فإن دول العالم قد شاهدت وعرفت رسالة مصر للعالم من أجل السلام والمحبة في يوم سيؤرخ له في التاريخ والتراث الإنساني العالمي وما يجسده من معاني وقيم.

إنها رسالة قوة وشجاعة وبُعد نظر لمن يستوعب ويتعلم من الدروس السابقة. إن مصر عصية أمام الأعداء، وفية للأصدقاء، متسامحة مع الجميع، أخذت طريقها نحو البناء والتقدم بعزيمة وإصرار فإلى الأمام بفضل وحدة وتماسك جميع أفراد المجتمع الذي لا تستطيع قوة على الأرض النيل منه أو المساس به بفضل الله تعالى.

About Post Author