د بهاء حلمى يكتب : لعبة ابناء مصر الالكترونية
في 18/7/2016م
يقول البعض أن لعبة البوكيمون اختراع يهودي وأنها تعبر عن كائنات شيطانية وهي البوابة الخلفية للاستخبارات الأمريكية، ويقول البعض الآخر أنها مجرد لعبة ضمن إنتاج شركة متعددة الجنسيات في اليابان تسعى لتحقيق الأرباح وأن أي معلومات موجودة بالإيميل أو على التليفون المحمول فهي معروفة ومتاحة للمخابرات الأمريكية وغيرها سواء باللعبة أم بغيرها ولكن الجديد هو أن اللعبة تستطيع أن تنقل صورة دقيقة لتفصيلات المكان الموجود فيه اللاعب بالـ GPS ، وأن الشركة المنتجة حققت أرباح قدرت بحوالي 9 مليار دولار زيادة في قيمة أسهمها.
ومن المعروف قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية والعديد الأجهزة المتخصصة بمتابعة ومراجعة كافة البيانات والمعلومات والصور على شبكة المعلومات الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي مع استخدامها بالطرق التي تحقق لها إستراتيجيتها بما في ذلك التجنيد والسيطرة والتحريض ونشر قيم العولمة كما يطلقون عليها ، إضافة إلى التنصت على المكالمات عبر الاتصالات ومواقع التواصل المختلفة والمبتكرة بما في ذلك التنصت على رؤساء الدول كما أعلن عما حدث مع المستشارة الألمانية وغيرها.
الأمر المستغرب هو الزخم الإعلامي المصاحب لهذه اللعبة وكأننا أكتشفنا فجأة كالعادة أن كل البيانات والمعلومات الموجودة على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي سواء أكانت من خلال أجهزة الحاسب أو عن طريق التليفونات المحمولة الذكية أو أي وسائط أخرى يتم التجسس عليها مع استغلالها بأى شكل كان، بالإضافة إلى اتاحة كافة تلك البيانات للقرصنة والاستحواذ لكل من لدية أفكار ودراية بالاختراق الالكتروني.
ويكفي أن تعرف أنه بمجرد نشر صورة على صفحتك بالفيس بوك مثلا تصبح خارج سيطرتك حتى لو تم حذفها من جانبك دون أدني مسئولية لأى جهة بناء على اقرارك وتوقيعك بالموافقة عند انشاءك لصفحتك.
لذلك نرى أن تناول اللعبه إعلاميا على هذا النحو أمر مبالغ فيه ويصب في النهاية لصالح الدعاية للعبة أو الشركة المصممة لها – دون أن نفكر بطريقة جديدة حول كيفية اختراق عالم الابتكار الإليكتروني الذي يمكن أن يجني لنا مليارات الدولارات التي قد تصل إلى مبالغ قد تتساوى مع الاحتياطي النقدي.
صحيح ربما لا نمتلك القدرات والإمكانات في المعرفة والتكنولوجيا التي تؤهلنا للتعامل مع التطور التكنولوجي الهائل، ولكن السؤال متى نبدأ لنصل إلى مستوي التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ؟
نؤكد أنه لم يساعدنا أحد سوى الشباب والأطفال مستقبل هذا الوطن، إن تلك الأجيال لديها من القدرات والممارسات التي تستطيع بموجبها أن تفكر وتتعامل مع التكنولوجيا بشكل متميز لا يختلف عن أفكار وابتكارات الشباب والأطفال في الدول المتقدمة، ولكن الفرق هو اهتمام وتشجيع الدولة لهذا الفكر والابتكار وأسلوب التعامل مع الموهوبين حتى لو اخترقوا مواقع الكترونية طالما لم يرتكبون ما يخالف القانون أو العادات والتقاليد، لأنهم يعتبرون موهبين، ولا نستطيع أن ندخل للعصر الجديد للتكنولوجيا والاتصالات إلا من خلال الموهبين والمبدعين.
لذلك نعيد طرحنا بأهمية كشف المواهب من خلال عمل مسابقات مفتوحة أمام الشباب والمراهقين في مجال تكنولوجيا المعلومات وإعداد البرامج وكيفية اختراقها ووسائل تأمينها ، وكيفية التغلب على الغش الإليكتروني حتى نصل لابتكار لعبة الكترونية تضاهي لعبة البوكيمون أو تفوقها ونطلق عليها لعبة (Sons of Egypt) الالكترونية أي لعبة أبناء مصر الالكترونية.