د بهاء حلمي يكتب: فرق للحماية المدنية من المتطوعينت ثقافة أم ضرورة

رؤى للمستقبل في 23/8/2018م

 فرق للحماية المدنية من المتطوعين ثقافة أم ضرورة   

يًعد العمل التطوعي سمة حضارية ومشاركة مجتمعية ايجابية كما انه يعزز التعاون والتنمية ويساهم في توفير الخدمات جنبا الى جنب مع المؤسسات الحكومية وفق الأصول العلمية واسلوب التشغيل المعمول به لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

ويعتبر العمل التطوعي ممارسة انسانية راقية لقيم ودوافع داخلية تحث على التفاعل الانساني والرغبة في الحياة والتحلي بالأمل والثقة بالمستقبل كونه عمل انساني ذاتي دافعه حب العطاء ومساعدة الاخر وخدمة المجتمع ككل.

تولى الدول المتقدمة اهتماما كبيرا للعمل التطوعي في وضع مناهج وبرامج دراسية تهدف إلى ترسيخ ثقافة التطوع والعطاء لدى التلاميذ والطلبة والدارسين بالمراحل التعليمية المختلفة كما في بريطانيا، وتحرص على تطوير وتنويع برامج ومجالات التطوع بما يتلاءم مع ظروف واوقات الدراسة والاجازات ووقت العمل للوظائف المختلفة، وتقوم بوضع نظم للعمل التطوعى وعدد ساعات العمل التطوعى في الاسبوع او الشهر او خلال السنة وفق تخطيط علمى واسلوب حضاري يغلفه روح الانسانية دون انتظار أى مقابل سوى اشباع الرغبة وارضاء النفس واداء هذا الواجب.

وعلى جانب آخر فالعمل التطوعى يمكن أن يكون في أى مجال، ولكن التطوع في مجال مواجهة التحديات والكوارث يتميز بأنه يساعد المؤسسات في تقديم خدماتها واعمالها سواء في مواجهة الحرائق أم في مواجهة الكوارث الطبيعية أو الحوادث الكبرى وذلك من خلال القيام بأعمال الاطفاء والدفاع المدني والاسعاف لانقاذ الارواح والحد من الخسائر البشرية وتخفيف الاثار على المقيمين بالمناطق التي تحدث تمر بمثل هذه الازمات.

 ويوفر العمل التطوعي الكثير من الأموال إضافة إلى المساهمة في توعية وتثقيف الكثيرين بما يجب اتباعه من اجراءات في مثل تلك الاوقات والالتزام بتعليمات السلطات لضمان الامن والسلامة.

ويتم الاعتماد على المتطوعين في كثير من الدول في مجالات كثيرة ابرزها التطوع في مجال الاطفاء مثل الولايات المتحدة التي يصل فيها نسبة المتطوعين المؤهلين في مجال الاطفاء حوالى 70% من اجمالي عدد العاملين بهذا المرفق.

وبالنظر الى زيادة عدد وحجم الكوارث الطبيعية والبشرية التي تضرب دول العالم المختلفة في ضوء تغيرات المناخ، أو نتيجة لحوادث يتعذر تجنب وقوعها مثل الزلازل والسيول والبراكين وارتفاع منسوب مياه البحار أو حوادث وسائل النقل المختلفة والحرائق ذات النطاق الواسع كالتي شهدتها اليونان وما ترتب عليها من خسائر بشرية ومادية فادحة، الأمر الذى بعطى مؤشرا للحكومات على أهمية الاستعداد واعداد المتطوعين لمساعدة السلطات في مواجهة مثل تلك الكوارث.

في كثير من الاحيان نلمس رغبة المواطنين في المساعدة في اعمال الاطفاء أو الانقاذ أو الاسعاف إلا أن تحركاتهم وتصرفاتهم قد تعيق جهود الاجهزة المختصة بالمكافحة وبالتالي فيؤثر على كفاءة وسرعة الاداء أو تؤدى الى حدوث خلل وازدحام غير مبرر قد يعرضهم لمخاطر جسيمة أثناء العمليات ويرجع ذلك الى عدم المام المواطنين بأصول العمل في مثل تلك الحالات إضافة الى عدم معرفة ثقافة العمل التطوعي أو التدريب على كيفية مواجهة مثل تلك العمليات.

 وفي ضوء الاستفادة من تجارب الدول المختلفة والامكانات البشرية المتاحة حاليا بالمؤسسات الوطنية المعنية بمواجهة مثل هذه الكوارث في ضوء زيادة عدد السكان والتوسع العمراني والجغرافي والانشطة الصناعية والعمالية والطلابية، وزيادة عدد الشركات الاقتصادية والتجارية والمنشات الهامة والعامة والمباني السكنية والمجتمعات العمرانية الجديدة. يثار التساؤل عما اذا كان الوقت حان لنشر ثقافة العمل التطوعي في المناهج والبرامج الدراسية للتلاميذ؟ وعما اذا كان ضروريا تكوين فرق من رجال الاطفاء والانقاذ والاسعاف من المتطوعين المؤهلين في المحافظات والمراكز والمدن وفق نظام معلومات خاص للمساعدة والتعاون وقت الحاجة اضافة الى ما يحققه ذلك من تحسين العلاقة مع تلك المؤسسات وتنمية روح المشاركة المجتمعية في المجالات المختلفة واستثمار الروح الوطنية في زيادة الترابط وروح التآخى بين أفراد المجتمع.

About Post Author