د بهاء حلمي يكتب: متى تعود اخلاقيات قيادة السيارة للشارع

اعتادت سالي قيادة سيارتها المجهزة لاصحاب الهمم والقدرات الخاصة يوميا – على زجاجها ملصقا يرمزلذلك –من مسكنها بمدينة نصر الى مقر عملها بمنطقة موقف العاشر بالقاهرة.

 لكنها لم تستطيع التألقم مع  الضوضاء والصخب وفوضى قيادة المركبات والدراجات البخارية بالشوارع التى تمر بها خلال رحلتها للوصول او العودة لمنزلها رغما من لجوءها لطبيب الاسرة للعلاج من الصداع والتوتر الذى يصيبها يوميا.

تقول سبق لها استخدام المواصلات المتاحة (الميكروباص) للذهاب الى عملها بدلا من سيارتها، إذ بها تري بأم عينيها حادث تصادم بين الميكروباص الذى تستقله وتوكتوك كان يتسابق مع  أحد الطيارين(سائق موتسيكل توصيل طلبات) كان يسير في الطريق المعاكس نتج عنه وفاة الاخير.

وفى مشهد اخر شاهدت احداث مشاجرة عقب اشتباك بين سائقى الميكروباص والتوكتوك اشترك فيها ايضا العديد من  سائقي المينى باص الازرق بسبب وقوع الحادث وما ترتب عليه من تعطل الطريق وتوقفهم عن السير وسعيهم الحثيث لمرور سياراتهم بغرض كسب الوقت وزيادة عدد الرحلات دون ان يلقوا بالاً بالحادث أو المتوفي الامر الذى انعكس على حالتها الصحية والنفسية، مما أدى إلى خضوعها للعلاج لمدة تزيد عن الشهر مع عزوفها عن تكرار تجربة استخدام وسائل النقل المذكورة تحت اى ظرف من الظروف.

تستكمل حديثها بأن رحلتها في الذهاب والعودة بمثابة رحلة موت يومى، وفي اقل تقدير هى رحلة تلوث سمعى وبصري وإرهاق نفسي وخوف على حياتها وحياة الركاب بالمركبات المختلفة والعابرين للطريق بسبب سيرك القيادة الخطرة الذى يشارك فيه العديد من السائقين.

خطورة قيادة السيارات بسبب غياب الاخلاق والذوق والفن عن كثير من فئات قائدى المركبات والدرجات البخارية مختلفة الانواع التى يمكن حصرها في عدة وسائل رئيسية معروفه لرجل الشارع وهي(الطيارون – سائقو الموتسيكلات الاستعراضية- سائقو التوكتوك- سائقوالميكروباص-سائقو المينى باص الازرق) إضافة الى القيادة الخطرة لبعض الشباب من الجنسين إضافة لمستخدمى الهاتف اثناء القيادة؟

فيسلك الطياريون (الديلفري) الطريق المعاكس في معظم شوارع القاهرة سواء كان طريقا سريعاُ أو محورا رئيسيا ام بطيئا أو فرعيا باعتباره اسهل واسرع طريق لتوصيل الطلبات للمواقع المختلفة، اضف الى ذلك سائقى الدراجات البخارية واستعرضاتهم الخطرة في الشوارع والميادين ومواكب الافراح.

 ويخرج علينا التوكوتك من كل جهة ليسير بشكل عشوائى دون اكتراث بالقوانين دون خوف أو ردع.

كما نري سائقو المينى باص الازرق والميكروباص الذين يستعرضون ويتنافسون ويتسابقون اعتمادا على السرعة وآلات التنبية للوصول لمحطاتهم قبل الاخرين لسرعة ملئ المقاعد.

يستخدمون ألة التنبية بشكل متواصل ومزعج دون مبرر مما يجعل ان اسلوب القيادة على هذا النحو غير آمن بالنسبة لسائقي السيارات الخاصة من الجنسين وكذا اصحاب القدرات الخاصة، وفي حالة اعتراض اى مواطن على اسلوب القيادة فقد يسبونه بطريقتين الاولى من خلال بعض انماط الصوت عن طريق ألة التنبية تترجم السباب والشتم، والثانى عن طريق الاحتقار أو تعمد عدم المبالاه يخرج عن المبادئ والقيم الاخلاقية والمجتمعية.

إن افعال وتصرفات وسلوك تلك الفئات من سائقي المركبات تخالف القانون والاعراف والقيم والاخلاق  وتؤدي الى عدم الانضباط  في الشارع الأمر الذى يسبب ترويع المواطنين اثناء قيادتهم للسيارات أو العابري للطريق.

إنه انحدار للذوق والفن والاخلاق التى يجب ان يتحلي بها سائقى المركبات ووسائل النقل بدرجاتها المختلفة، أضف الى ذلك صوت الاغاني التى تصدر من بعض هذه الوسائل ممزوجة برائحة المخدرات، وما يترتب على ذلك من جرائم مختلفة.

متى يعود الالتزام بشعار القيادة “ذوق وفن واخلاق”؟

 إن الدولة لا تألوا جهدا في دعم قوات الشرطة والمرور، وتعمل على استكمال منظومة الكاميرات والربط الالكتروني بينها لرصد المخالفات وتحليلها وكشف الجرائم التى يمكن ان تحدث على الطرق مع توفير وسائل نقل حديثة ومتنوعة بدلا من التوكتوك، وتجري دراسات لإمكانية الإحلال بسيارات كهربائية بدلا منه التوكتوك.

ولحين اكتمال تلك المنظومات والاحلال فإننا نهيب بالمشرع تشديد العقوبات اكثر وأكثر على افعال وسلوك سائقي تلك المركبات والدراجات البخارية المخالفين مع مضاعفة الغرامات ودفع ارضية وايقاف تراخيص السائقين والمركبة على حد سواء بما يحقق الردع العام والخاص مع بث برامج لتنمية الوعى للالتزام بالخلق والذوق والاحترام الكامل للمواطنين وكبار السن حتى يعود الانضباط الكامل للشارع وفرض سيادة القانون.

About Post Author