د.بهاء حلمي يكتب:حريم داعش أكثر خطرا على أوربا
بعد تلقي تنظيم الدولة (داعش) ضربات موجعة في 2014 في إطار الحرب على الارهاب ومواجهة مصادر تمويله وأضعاف قدراته وامكاناته وفقده سيطرته على مناطق نفوذه.
اتجه قادة التنظيم نحو استخدام النساء اللواتي انضممن إليه بعدما اعتبرهن ركنا أساسيا في نجاح التنظيم، وتم تدريبهن على اعمال القيادة والمواجهة باستخدام السلاح أو من خلال اساليب العمل كذئاب منفردة وتجنيد الشباب والفتيات الاوربيات عبر وسائل التواصل الالكترونى.
انه تطور فكري واستراتيجى ونوعي لاستخدام حريم داعش في القتال لتعويض خسارة رجاله وعتاده الذين قتلوا في هذه الحرب.
فبعد ان كان يقتصر دور النساء في التنظيم على جهاد النكاح الذى اتخذ عدة صور الاولى: ممارسة الجنس كرها مع الاناث– من مختلف الاعمار- كسبايا او أسيرات بإعتباره حقا شرعيا للرجال، والثانية: عن طريق شرائهن من اسواق داعش كعبيد قبل انهياره، والصورة الثالثة هى ممارسة الجنس مع فتيات أوربا والغرب اللواتى تم تجنيدهن للترويح عن مقاتلى التنظيم بممارسة الرذيلة مقابل اجر مادى باعتبار ان الدعارة أحد وسائل الدخل.
فسرعان ما تطور دورهن من تربية الاطفال وتنشئتهم على مبادئ وقيم وايديولوجية التنظيم لإعدادهم كمقاتلىن في المستقبل مع مباشرة الدعوة ورعاية اسر القتلي والسجناء. إلى مشارتكهن في مجموعات الشرطة الاخلاقية النسائية بداعش لمراقبة زميلاتهن ومعاقبتهن بالجلد لعدم الالتزام بالزى الشرعي او السير بدون محرم ..الخ.
وعند انهزام التنظيم وصفهن بحرائر نساء الرافدين واعطائهن شرعية المشاركة في العمليات الانتحارية وتفجير انفسهن، وطالبهن بتحريض الابناء والدفع بهم في المعارك نصرة لإفكارهم ودولة الخلافة.
ويختلف هذا النهج بشكل ما عن نهج القاعدة الذى قصر دور المرأة على الادوار التقليدية لرعاية الاسرة وتربية جيل جديد من المجاهدين، إلا ان تنظيم داعش كان سباقا في استغلال واستخدام المرأة في كافة اعمال التنظيم وانخراطهم في ممارسة التطرف اشكال وصور الدعارة والقتل والانتقام، واكتسابهن مهارات القتال والاخفاء والتموية والتجنيد اعتمادا على الاساليب العاطفية واستجداء الحماية من خلال وسائل الاتصال والتواصل الالكتروني مع قيامهن بالتحويلات المالية الى مناطق بسوريا وتركيا لتمويل عمليات الارهابيين.
ويشير مؤشر واتجاهات الارهاب العالمي 2019 إلى تزايد مشاركة النساء في العمليات الارهابية والانتحارية، وتزايد خطورة مشكلة عودة المقاتلين الارهابيين الاجانب، وان هناك عشرات الألاف من النساء والاطفال في السجون شمال سوريا تحت حماية القوات الكردية.
وبالنظر الى الاجراءات القانونية والسياسات الامنية الجديدة التى تتبعها الدول الاوربية للحماية من خطر تنظيم الاخوان وتنظيمات التطرف تماشيا مع استراتيجية الاتحاد الاوربي 2020 لمكافحة الارهاب، وكشف النقاب عن العديد من جرائم غسل الاموال وتمويل الارهاب انطلاقا من الاراضى الاوربية، مع رصد عدد من وسائل الاعلام الالكترونية التابعة لتلك التنظيمات في 2020م تدعو لشن هجمات ارهابية ضد الأعداء الصلبيين واعوانهم تحت شعار(كن ذئبا منفردا) مما يدعو اوربا إلى اهمية اتخاذ اجراءات الحيطة والحذر والتعاون الاستخباراتي مع مراقبة التحريض على العنف والتطرف بمواقع الاتصال والتواصل الالكترونى لاحتمالية ارتكاب اعمال ارهابية انتقامية جديدة ضد اللآمنيين لحمايتهم وحماية حقوق الانسان من تلك الذئاب المفترسة.