كالعادة…حرب إعلامية ضد مصر

د. بهاء حلمي يكتب:                        

اشتدت حدة الحملات الإعلامية ضد مصر بالتزامن مع فاعليات منتدى شباب العالم الذى عُقد بشرم الشيخ في الفترة من 10-13 يناير الجاري بشرم الشيخ، وبعدما أُعلن عن محاوره الرئيسية (السلام والتنمية والإبداع)، وطرح الموضوعات المقرر مناقشتها بورش العمل بدءاً من يوم 8 مارس التى  استمع فيها الشباب لكبار المفكرين وصانعي القرار حول العالم، والتعرف على أقرانهم من شباب العالم بجنسياتهم المختلفة تظللهم أحلام وطموحات وإصرار لإحداث تغيير حقيقي نحو مستقبل وعالم جديد.

شارك الشباب في التحضير والمناقشات التي دارت بورش العمل والتي تناولت تداعيات “كورونا” واثارها على العالم مثل: شكل الرعاية الصحية” بالعالم ما بعد كورونا”، قضايا الطاقة وزيادة الأعمال، الفرص المتاحة للشباب في سوق العمل بعد الجائحة، التغيرات التي طرأت على سوق العمل، قضية المتغيرات المناخية والبيئة، المبادرات التنموية ومنها مبادرة (حياة كريمة) والمنح المقدمة، تمكين المرأة، مكافحة الإرهاب وتعزيز أهمية حقوق الإنسان.

هذا بجانب موضوعات كالثورة الصناعية والذكاء الاصطناعي، وتحديات الابداع والسينما والفنون والثقافة بإعتبارها جزء من التنمية وحق من حقوق الإنسان، ومناقشة مستقبل أفريقيا والتكنولوجيا المالية للأسواق الناشئة والتحول الرقمي والتعليم ومنظور شباب الجيل لعالم ما بعد كورونا.

كما طرحت التجربة المصرية لإعادة بناء الانسان وحماية حقوقه الاساسية بمبادرة (حياة كريمة) واهدافها الرامية الى تغيير الواقع في محافظات مصر من خلال توسيع شبكة ونطاق برنامج الحماية الاجتماعية والحد من الفقر بعدد ( (375 قرية  أكثر فقراً لتمتد إلى حوالى (4584) قرية أخري بتكلفة حوالى (800) مليار جنيه.

 الامر الذى كان محل تقدير ومصدر إلهام لكل المشاركين على كافة المستويات والمنظمات الدولية سواء ممن حضر  أو للمتابعين أو من خلال وسائل الإعلام، أو من خلال الشباب المشاركين من 196 دولة.

 عرف الجميع  كيفية تطبيق مصر لمعايير ومفاهيم لعيش الكريم لشعب مصر على أرض الواقع، كسابقتها من التجارب والمبادرات الانسانية لمكافحة فيروس C والتى اعتبرتها منظمة الصحة العالمية نموذجا يحتذى به.

لقد نجحت مصر بكا المقاييس في عرض رؤيتها وخطط التنمية المستدامة وجهودها لمواجهة تداعيات كورونا واثارها، وعرض الانجازات التى تحققت بأيادى وطنية مخلصة لتوفير حياة كريمة وصحة وتعليم جيد لبناء الانسان وصون حرياته بعيدا عن الشعارات الزائفة، الامر الذى كان له الاثر الايجابي في نفوس الجميع، وخاصة الشباب من مختلف الاعمار والبلاد.

ثم جاء الفيلم التسجيلى بافتتاح المؤتمر ليثمن الجهود الانسانية والطبية والتعاون بين كل الشعوب والمجتمعات في مواجهة كورونا سواء بالحصول على اللقاحات أو بارتداء الكمامات أم من خلال الاجراءات الاحترازية لحماية بعضنا البعض، ليطرح الفيلم بعدها قضية الانانينة الانسانية.

ويكشف الفيلم عن حقيقة وهى انه بعد انتهاء مرحلة كورونا سيعاود الانسان لسابق عهده وتكرار أخطاءه وقراراته التى تصنع التاريخ لاننا لم نتعلم من أخطائنا فمازالت الصراعات العرقية والخلافات الإيديولوجية والهيمنة الاقتصادية والسياسية والفكرية في كل شيء حتى في العلاقات الإنسانية، وتغولت الكيانات الكبرى التي تتحكم في أدق تفاصيل حياة الناس.

لقد نجح المؤتمر في إرسال رسالة صادقة وكاشفة للعالم من خلال نافذة هذا المؤتمر عن رؤية مصر وحقيقة الممارسات العالمية التى تسعي للهيمنة والتقسيم وتدمير الدول وتشريد وتهجير الشعوب ومنعهم من عبور الحدود للدول التى ساعدتهم في هدم المؤسسات تحت شعارات حقوق الانسان ثم تركوهم  في العراء، مقارنة بدول تبنى وتعمر وتسعى لتوفير حياة كريمة لشعبها إلا ان الدول المتقدمة تحتكر التقدم والرقى لنفسها فقط بل تحارب كل من يحاول التقدم بأسلحة متنوعة.

إن ما حققته منصة منتدى شباب العالم من أهداف غير مسبوق. فقد استطاعت مصر وببراعة بث واعلان رسالتها للعالم، ومناقشة قضايا الشباب والمستقبل وحقوق الانسان بكل ثقة وأمانة وحيادية من خلال نافذة منتدى الشباب.

ومن هنا شنت الكتائب الالكترونية حربا إعلامية ضد مصر على السوشيال ميديا ووسائل الاعلام التقليدية مدعومة من الدول التى اصابها حرجا من الحقيقة.

  وتهدف هذه الحملة إلى تخويف الشعب من حجم الديون  والتشكيك في السياسات الوطنية التى برعت القيادة السياسية في تناولها من خلال مقولة (هو انتم خايفين على شعبنا وبلادنا أكثر مننا).

 وللحديث بقية   

About Post Author