كلام العوالم
د. بهاء حلمي يكتب
لفت انتباهي وانا اتصفح بعض الجرائد اليومية مقال بصحيفة المصري اليوم بالعدد الصادر في 26 سبتمبر بعنوان” دعوة للتعايش بين أنصار ثورات مصر في العصر الحديث” للكاتب الدكتور سعد الدين ابراهيم.
فالعنوان يحمل دعوه للألفه والموده في شقه الاول، أما الشق الآخر فيغلفه الغموض والتساؤل.
ما المقصود بأنصار ثورات مصر؟ وما تصنيف من أيد مطالب العدالة في 2011- قبل تدخل الاخوان وسطوهم على الحكم- ثم شاركوا في 30 يونيو 2013 مطالبين برفض حكم المرشد والتنظيم؟ الامر الذى دعى الى قراءة المضمون ومحاولة فهم افكار وابداع الاستاذ الدكتور كاتب المقال وفلسفته.
إلا ان المضمون كان اكثر ايلاماً كونه يحمل اقصى درجات التناقض الفكري والغرور الانسانى الذى جعل الكاتب أن يقف فوق قمة الجبل كمن وقف عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ ليحدثنا عن فكر شابه انحراف وتضليل الحقائق والتاريخ معا.
فقد ذكر الكاتب أن المجلس الأعلى للدفاع الوطنى طلب من د محمد مرسي أن يتراجع عن قراراته، واعطاه مهلة زمنية، ولكنه لم يتراجع، لذلك وبعد اخر انذار له بالتنحى عن الرئاسة تدخل المجلس الاعلى للدفاع الوطنى وقام بتنحيته والقبض عليه.
وعاد الى سياق حديثه فقال بأن بعد انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية اطلق على تلك التحركات وصف ثورة 30 يونيو.
وقال ايضا ان الرئيس السيسي قد نجحت قواعد حكمه وشرعيته..، وأن نظام السيسي اعطى اهمية قصوى للتسليح والصحة والتعليم..
الحقيقة ان هذا المنطق والفلسفة التى يسطر به الكاتب تلك الافكار لا تأتى إلا من العوالم.
فقد تناسي او نسى الدكتور كاتب المقال أن المجلس الأعلى للدفاع الوطنى تحرك وانصاع لمطالب الشعب كله سواء الذى تواجد بالميادين والشوارع أو كان تحت المنازل في ربوع مصر كلها.
وأن الجيش اضطلع بمسئوليته في الانصياع لمطالب الشعب والحفاظ على الامن القومى للبلاد.
كما ان قرارات انقاذ البلاد من التقسيم والتمييز وفتح الحدود كانت بمشاركة رموز وممثلي الشعب ومكوناته المختلفة على الملأ امام العالم كله.
والأغرب في المقال “انكار الكاتب لثورة الشعب في 30 يونيو 2013م”، مدعيا ان الرئيس هو من اطلق عليها وصف ثورة.
وذهب الكاتب بخياله وانحيازه للإخوان الى حد وصف نظام الحكم(بنظام السيسي)، وتعمد اغفال الحقائق التاريخية التى عشناها ونعيشها معا، بأن نظام الحكم تم طبقا لدستور 2014م، ومن ثم فهو النظام الدستوري لحكم البلاد، وليس نظام حكم لشخص معين، ولا يجوز خصخصته.
وهنا يثار تساؤل آخر هل استرداد مصر لسيادتها على أرضها ومؤسساتها وقرارها من يد محكوم عليهم بخيانة الوطن- يدعو الكاتب لإطلاق وصف شعب وانصار ثورة على تنظيم ارهابي بحكم القانون.
انها حقا قد تكون افكار فلسفية ابداعية وفنية كقصص الافلام والمسرحيات والرقص، فالرقص احد اشكال الفن في الماضى والحاضر، ففي الماضى اطلق على الراقصات المبدعات مصطلح العوالم، وفي الريف عُرفت بالغوازى، والبعض يمارس الرقص كوسيلة لرفع اللياقة البدنية والتخسيس، وهناك الرقص على الحبال.
وبما اننا نجل ونقدر ونحترم قيمة المعرفة والعلم، ويزداد احترامنا وتقديرنا للاساتذة الكبار وعلى الأخص المسنين منهم. ونسأل الله العلى القدير ان يحفظ الجميع من أمراض الشيخوخة، وان ينعم علينا بحسن الخاتمة.
لذلك حاولنا البحث في المعاجم والقواميس عن معنى العوالم فوجدناه من علم، علمانية، معالم، تعوليم. وفي اللغة العبرية فالعوالم قد تُعنى علامات تشير الى الحياة الابداعية – وفقا لموقع ويكيبيديا- مما يضع كلام الدكتور في مصاف كلام العوالم.
فكل واحد منا مسئول امام الله عما يسطره ويكتبه وما يضمره في نفسه، ولا ينفعه إلا الصدق والأمانة وحسن الخاتمة ” سبق ذكرها للتوكيد”، والتاريخ خير شاهد على افعال واقوال وكتابات كل شخص ايا كان انتمائه او ابداعه، ندعو الله ان يلهمنا السبيل ونحن في طريقنا لمغادرة الارض الى دار الحق، أما حكم الاجيال القادمة سيكون للتاريخ الذى يتم توثيقه بمعرفة جهات مختصة لها كل التقدير والاحترام.