التغيير في الخطاب الإعلامي: ضرورة ملحة لمواكبة العصر
في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم على كافة المستويات، أصبح التغيير في الخطاب الإعلامي ضرورة لا غنى عنها. إذ لم يعد من الممكن الاعتماد على أساليب تقليدية جامدة لا تتماشى مع التنوع الكبير الذي أوجده الإعلام الإلكتروني. إن الانفتاح الإعلامي وتعدد المنصات الرقمية يفرضان إعادة النظر في أساليب طرح الرسائل الإعلامية لتكون أكثر مرونة ودقة
المرونة في الخطاب الإعلامي تعني القدرة على التكيف مع المتغيرات المرحلية والظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. فالإعلام الذي يتسم بالجمود يصبح منفصلًا عن الواقع وغير قادر على التأثير الإيجابي في الجمهور. من هنا، يجب على الإعلام أن يكون مدروسًا وموائمًا للسياقات المختلفة وليس ارتجاليا، بحيث يُقدم محتوى يعكس احتياجات المجتمع ويخدم مصالحه.
لأن التمسك بالأساليب التقليدية في الطرح الإعلامي قد يؤدي إلى نتائج عكسية، خاصة في ظل وجود متربصين ينتظرون استغلال أي تصريح لتأويله أو تحريفه. فالإعلام التقليدي غالبًا ما يتسم بالرسمية والبطء، مما يجعله عرضة للتجاوز من قبل الإعلام الإلكتروني السريع والمتفاعل. لذا، يجب تجاوز هذا الجمود واعتماد أساليب أكثر حيوية وديناميكية.
إن الإعلام الإلكتروني أصبح الأداة الأكثر تأثيرًا في تشكيل الرأي العام. قدرته على الوصول إلى الجماهير في وقت قياسي تجعله منصة رئيسية لا يمكن تجاهلها. لكن في المقابل، هذه القوة تأتي مع تحديات كبيرة، أبرزها سرعة انتشار الشائعات والمعلومات المضللة. ومن هنا، يجب على الخطاب الإعلامي أن يستفيد من هذه المنصات بطرق ذكية، مع الحفاظ على المصداقية والشفافية
في عالم مفتوح، أصبح الإعلام ميدانًا للصراعات الفكرية والسياسية. ومن هنا، يتوجب على المؤسسات الإعلامية أن تكون حذرة ومدروسة في صياغة رسائلها، مع سرعة الاستجابة لأي محاولات للتشويه أو الإساءة. ومن الضروري استخدام الأدوات التحليلية لمراقبة اتجاهات الرأي العام والتفاعل السريع مع الأحداث يمكن أن يكون وسيلة فعّالة للحد من تأثير المتربصين.
إن مستقبل الإعلام يتطلب خطابًا يجمع بين المهنية والابتكار. يجب أن يكون الخطاب الإعلامي مدعومًا بالتكنولوجيا الحديثة والتحليل الذكي للبيانات، مع التركيز على تقديم محتوى يحقق التوازن بين نقل الحقيقة وتعزيز الاستقرار والوعى المجتمعي باستخدام طرق غير تقليدية أو اعتيادية بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تدريب الإعلاميين على فهم تعقيدات الإعلام الرقمي وكيفية توظيفه بشكل إيجابي، وعمل استطلاعات لقياس الرأى.
التغيير في الخطاب الإعلامي ليس خيارًا، بل هو ضرورة تفرضها التحولات العصرية. المرونة، الابتكار، والشفافية هي الركائز الأساسية التي يجب أن يعتمد عليها الإعلام في المستقبل. فقط من خلال هذا النهج يمكن للإعلام أن يواكب التحديات ويظل وسيلة فعّالة للتواصل والتأثير الإيجابي في المجتمعات.
إن استطلاعات الرأي العام تعدّ واحدة من الأدوات الأساسية لفهم توجهات المجتمع واحتياجاته، في ظل التحولات السريعة والتحديات المتزايدة، أصبحت هذه الاستطلاعات ضرورة لا غنى عنها لتحقيق تواصل فعّال بين المؤسسات والجمهور، وتوجيه القرارات والسياسات بشكل يعكس أولويات الناس. وقياس مردود الرسالة الاعلامية للتجويد وتحقيق الاهداف منها، (للحديث بقية).