العمل والأمل
د بهاء حلمي يكتب
إن العمل والأمل من المبادئ الدينية السامية. فالكتب السماوية تحث الانسان علي العمل بإتقان وأمانه وأن يكسب رزقه بالاجتهاد والسلوك الحسن لتحقيق الأمل.
فنجد أن فكرة العمل مأخوذة من تعاليم السمو الآلهى الذى عمل لخلق السماء والارض في ستة ايام واستراح في اليوم السابع.
فجاء في سفر التكوين بالتوراة أن عندما نظر الله لعمل يديه قال عنه أنه “حسن جداً” أى انه ثمرة لعمل متميز متقن.
وفي قول آخر” لقد خلق الله الانسان لكى يعمل معه على الأرض. فقام الله بغرس الجنه ووضع آدم بها لكي يزرعها ويحافظ عليها”، ويًعد هذا تكليف من الله بالعمل حيث أن الزراعة تُعنى حدوث النمو والتطور والحفاظ عليها من الفساد أو الفشل.
ومن المبادئ الكتابية الاخري عن العمل: أن العمل ليس لفائدة العامل فقط بل ايضا لفائدة الآخرين، وأن العمل عطية من الله، وهو يباركه لشعبه، وأن الله يؤهل شعبه للعمل.
وجاءت كلمة الله في الانجيل المقدس فكان توجيه الرسول بولس لمن يفضلون عدم العمل بأنه “اذا كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضا، ومثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بما جاء به السيد المسيح الذى قال طعامي أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله”.
وجاء القرآن الكريم للتأكيد على أهمية العمل فقال الله تعالي” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، وقوله تعالي” الذين يعملون الصالحات ان لهم أجرا عظيما” وغيرها من الآيات السامية التى تحثنا على العمل لكسب الرزق على الأرض والأجر السماوى في الآخره.
وعن الأمل فتدعو الأديان السماوية على الأمل والفرح حيث يقول الرب “عرفت أنه ليس مهم لهم خيراً، إلا أن يفرحوا ويفعلوا خيرا في حياتهم، وأيضا أن يأكل كل انسان ويشرب، ويري خيرا من كل تعبه، فهو عطية الله”.
ويقول الرب” غنى البطل يقل والجامع بيده يزداد” و”لأنى عرفت الأفكار التى أنا مفتكر بها عنكم، يقول الرب: أفكار سلام لا شر ولأعطيكم آخره ورجاء.
وقول الله تعالي “الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبي لهم وحسن مآب”، “ولا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض” وقوله تعالى ” فمن عمل مثقاب ذره خيراً يره، ومن عمل مثقال ذره شراً يره”.
أضف إلي ذلك الأمثال الشعبية المتوارثة والمتناقله عبر الاجيال والمأخوذه من الخلق الحسن وأقوال الله عز وجل الذى لا ينسى أحد من عباده ” كالاخلاص في النية وفعل الخير له ثواب وأجر عظيم، وأن لكل مجتهد نصيب”.
هذا يجسد قيمة العمل والأمل لدى البشر ومن ثم نستلهم من كلمات وعمل الله قيمة العمل والأمل مهما تعاظمت الصعاب والتحديات.
إن العالم يمر بظروف اقتصادية وبيئية ومناخية وحروب سببها بعض البشر الذين يروجون لمفاهيم وحقوق لأجناس غريبه على تعاليم الله والأديان السماوية.
الأمر الذى يزيد من الأعباء الملقاه علي عاتق الشعوب في جميع انحاء العالم ويؤثر سلبا على طموحات الناس وأمالهم.
إن جميع المصريين على يقين بالوضع الذى تمر به البلاد والمشاكل المتراكمة التى أثرت سلبا على التنمية الاقتصادية والبشرية، واصبح المواطنون على علم بما يدور في دول العالم المختلفة وما لحق بهم من أذى جراء السياسات السابقة، والجهود المبذولة لإعادة الكرامة الانسانية وتوفير حياة كريمة للجميع.
إلا أن الأمل لا يتحقق إلا بطرح المسئولين والحكوماة لتصور الحلول للمشكلات الراهنة والاستعداد لمواجهة المستقبل وتحدياته، وفتح طاقات الأمل أمام الناس وتشجيعهم على العمل لتحقيق الأمل.