حرب غزه بين الحمار والفيل
د بهاء حلمي يكتب
ان الحمار والفيل هما رمز للحزبين المتنافسين في بلاد العم سام، وحرب غزه يخوضها ابو يائير بعد الهجوم الذى خطط له ونفذه ابو ابراهيم في اكتوبر الماضى والمستهدف فهو شعب وارض.
فالشعب الفلسطينى بات بين قتيل وجريح أو مشرد ومريض، والارض اصبحت محروقة ومنهوبة.
هذا الشعب كان يحلم باستعادة ارضه ووطنه الذى سُلب منه ليعيش فيه مستقرا ومنتجا بعدما أقر أبو عمار بحق جماعة ابو يائير العيش في سلام وأمن مقابل إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي.
إلا ان فكر وعقيدة الاحتلال راسخة بعدم السماح بأرض او وطن لفلسطين. فما كان من الاحتلال إلا هدم المطار تزامنا مع الانتفاضة الثانية، واعتمد على وسائل إفشال الثورات، وهدم المجتمعات في ظل غياب الوعى الوطنى، وإذكاء روح الفتنة بين فتح والحركة الاسلامية.
فسادت روح العداء والانقسام بين فتح، والجماعة في غزه، وقام ابو يائير بتمويل الأخيرة بملايين الدولارات شهريا لتحقيق ما اراد لطمس ودفن فكرة هذا الوطن والقضاء علي شعبه ونسله وتمزيق وحدته بايدى ابنائه.
وبعدما تحقق الانقسام وتفككت روابط المجتمع الفلسطيني، حاول الاحتلال تحقيق احلامه بتهجيرهم الى سيناء، فأتبع اسلوب وخطط جماعة الحمار لاستهداف مصر بالارهاب علي أمل تهجير القطاع الاكبر بغزه اليها كوطن بديل، علي ان يتم الغدر باهل الضفة بعد ذلك كنهج جماعة الحمار وسياساتها المكشوفة.
فجماعة الحمار تتميز باسلوب المكر والخداع، ولديهم القدرة علي مخاطبة الـ 193 دولة كل بلغه مختلفة، ولهم خبرات ومهارات في الفرقة والتقسيم وامداد الاطراف المتناحرة بالسلاح وافكار الهدم قبل ان يتسيدوا علي الدول والشعوب المستهدفة.
فكان الله مع جنود مصر في استئصال الارهاب، وتم تعمير سيناء وتطوير قدرات الجيش لحماية الوطن، مما خلق سياجا من اليأس والاحباط في نفس ابو يائير. كما حدث سابقا مع جماعة الحمار والاخوان في 2011م.
وفي يوم السابع من اكتوبر رأى ابو يائير انها الفرصة الاخيرة والوحيدة لتحقيق طموحاته، فانطلق نحو الابادة مدعوما من جماعتي الحمار والفيل وماكيناتهم الاعلامية كل باسلوبه والهدف واحد.
فحشدت جماعة الحمار انصارها الغربيين لمؤازرة ابويائير بالسلاح والمال، وارسال اسطولها الي المنطقة ترافقها قوات وافكار الامبراطورية العظمى في محاولة لتحقيق احلامها بتأسيس قوة اقليمية فارسية، في مواجهة قوة اقليمية جديدة متحالفة مع ابو يائير لتحتفظ جماعة الحمار بالهيمنة العظمى وطرد عداها من المنطقة.
وتماهي الشيخ ابو هنتر رأس جماعة الحمار مع سلوك جماعة الحوثي لتعطيل العبور بقناة السويس والضغط علي مصر بجانب حماية ومساندة ابويائير إلا ان الفشل يحالفهم علي ارض الواقع. ومازالت مصر تتحلي بالكياسة والقوة والحكمة.
ولكن يبدو ان كيميا أبويائير واهدافه لا تنسجم كليا مع كيميا ابو هنتر كما لم تتفق مع كيميا سلفه، وكعب ابو يائير علا عليه، كما ان كيميا ابو يائير لم تتوافق ايضا مع ابو ايفانكا رئيس جماعة الفيل رغم وحدة الهدف المتمثل في الى إرضاء لوبي ابو يائير.
ويتبع ابو يائير سياسة الشيطان في مغازلة كل من جماعتي الحمار والفيل واغوائهم باصوات اللوبي الذى ينتمى اليه والمسيطرعلي المؤسسات المالية والاعلامية الدولية، بهدف الحصول على اكبر المكاسب لدعم طموحاته وارضاء غروره والتغطيه علي فشله السياسي والاخلاقي والانساني.
ومن ثم سوف يستمر علي نهجه في الكذب والمكر لاطول فترة ممكنة حتى تاريخ الانتخابات بين رمزى الحمار والفيل.
لذلك لن تكون هناك صفقة، وسوف يختلق ابويائير المزيد من الاحداث الماكرة والمدمرة بمباركة كل من الحمار والفيل حتى يحقق احلامه الشخصية منتقما من جماعة ابو ابراهيم والشعب الفلسطينى المكلوم، وسوف ينسحب من محور فلادليفي شاء أم ابى، والتاريخ سيذكر كل من تعاظم وتكابر وتجبر وضحى بشعب ووطن.