#خدمات توثيق الخارجية..مشاكل وحلول#

تشهد مكاتب توثيق الخارجية إزدحاما غير مسبوقا من المواطنين طالبي توثيق أوراق أو مستندات أو شهادات الثانوية العامة، والعقود والتوكيلات إضافة الى مستندات المصريين بالخارج مما جعل انجاز اى مواطن للخدمة المطلوبة أمر شبه مستحيل.

فعلي سبيل المثال يذهب كثير من المواطنين القادمين من انحاء الجمهورية المختلفة الى مكتب توثيق الخارجية بالميرلاند بمصر الجديدة الساعة الثانية عشر ليلا ليحجزوا دورا في كشف يدوى يصنعه أحد طالبى الخدمة، ويبقون طوال الليل حتى موعد بدأ العمل بالمكتب على أمل انهاء مصالحهم.

كما يوجد كثير من طالبي الخدمة يذهبون يوميا لتسجيل دورهم للحصول على التصديق المطلوب على اوراقهم في اليوم التالي ولكن دون جدوي لانهاء مواعيد العمل قبل أن يلحقهم الدور, ويوجد كثير من كبار السن الذين لديهم ابناء بالخارج وهم في حيرة من أمرهم كيف يخترقون الازدحام الشديد في الشارع خارج المكتب على أمل الوصول للداخل؟.

فمنهم من تظلل بشجرة تحميه من الشمس، ومنهم من اصطحب كرسي معه، ومنهم من جلس على الرصيف حيث أن تعليمات المكتب عدم التفرقة بين طالبي الخدمة.

وصباح كل يوم تحضر خدمات الشرطة لتتمركز خارج البوابات الحديدية للموقع، وتبذل جهودا لعمل ممر بين الحشود البشرية لمرور من يتم النداء على اسمه، والسيد مدير المكتب والعاملين به ينفطون اياديهم من تنظيم العمل اليومى ودورهم ينحصر في غلق الابواب في حالة الازدحام على الباب الخارجي مع التوقف عن قبول طلبات المواطنين عقابا لهم عن عدم النظام.

لينصرف الجميع وخاصة من لا يصبه الدور بحسرة وتساؤل عن سبب عدم تطوير الاداء بمكاتب توثيق الخارجية، والاستمرار في الاعتماد على كشف خارج المكتب يدون المواطنون فيه اسماؤهم.

الحقيقة ان وزارة الخارجية رائدة ومتميزه في عملها على كافة الاصعدة الأمر الذى يثير التساؤل معه عن مدى متابعة الشئون القنصلية لفروع مكاتبها التى تقدم خدماتها بمقابل رسوم مالية للمواطنين والاجانب والمقيمين بالخارج وللشركات والطلبة وغيرهم من طالبى الخدمة.

للأسف لا يوجد مكان للانتظار، والموقع محاط من الخارج وشبابيك الخدمة بالداخل بقضبان حديدية مزدوجة، ولا يوجد دورات مياة للمواطنين، ولا يوجد خدمات الكترونية، والمكان لا يليق باداء خدمات التوثيق للمواطنين.

لماذا لم يتم التحول الرقمي والحجز الالكترونى لموعد تلقي الخدمة كخدمات الشهر العقاري مثلا مع تخصيص مواعيد لحالات الاستعجال مقابل رسوم اضافية؟

لماذا لم يتم تطوير تلك المكاتب والتوسع فيها بما يليق ويضاهى أرقي المواقع كواجهة لوزارة الخارجية داخل الجمهورية وبما يتناسب مع عدد المتعاملين وخاصة في اوقات الذروة وخاصة عقب ظهور نتائج الثانوية العامة من المتحصلات والرسوم التى تجنيها؟

إن الأمر يحتاج الى متابعة ومناظرة ميدانية لتقييم مستوى الخدمة والوقوف على مشاكل ومعاناة المواطنين لحصولهم على ختم توثيق الخارجية.

يقول احد المواطنون أنه لجأ الى الاتفاق مع مواطن آخر سيتواجد بالموقع خارج المكتب ليلا لحجز دوره في اليوم التالي على تبادل المنفعة بينهما من خلال قيام الاخير بتسجل اسم الأول في كشف الدور مقابل سداد مبلغ مالي نظير تلك الخدمة خارج نطاق العاملين بالمكتب وفي اوقات راحتهم.

إن عدم الاكتراث بتحسين خدمات مكاتب توثيق الخارجية داخل الجمهورية يفتح الباب أمام المواطنين للتعامل بأساليب لا تليق لتسجيل دورهم ضمن الخمسين او المائة الاوائل ليضمن نهو مصلحته، كما أن هذا الأمر يدعو بعض الانتهازيين الى اتخاذ مهنة التدوين في كشف الدور بالشارع خارج المكتب ليلا مقابل تحصيل المعلوم لتدوين اسماء طالبي الخدمة في كشف مصطنع منه.

نناشد مسئولى الشئون القنصلية بوزارة الخارجية حل تلك المشكلات، وتخصيص شباك لكبار السن ولأصحاب الهمم لسرعة نهو أعمالهم بدلا من المعاناة اليومية التى يمرون بها، واننا علي ثقة في الاهتمام بهذا الأمر لخدمة المصريين بالداخل والخارج.

About Post Author