خطاب الكراهية والعنف جمراً تحت رماد

د بهاء حلمي يكتب:

إن الدعوة للكراهية العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداء أو العنف ضد فرد أو طائفة من الناس ( ذات انتماءات دينية أوعرقية أو هوية  محددة).

يتخذ التحريض على العنف أشكالا مختلفة ضد الفئة المستهدفة منها الخطب والمنشورات والمقالات الإعلامية والكتب ورسائل وسائل التواصل الإجتماعي ومخرجات الفنون البصرية والسمعية كالموسيقي والاغاني، أوالأفلام، أو البرامج التليفزيونية التى تستضيف محترفي صناعة الكراهية.

إن التعصب والعنف القائم على الكراهية لمعتنقي الأديان والأقليات في أرجاء المعمورة يستمد جذوره من مشاعر التعصب والجهل والإيمان بالفتاوي والأقوال الظلامية التى تدعو لتكفير الآخر علنيا من خلال  استعمال بعض الألفاظ والمعاني اللغوية التى لا يعرفها العامة، مما يجعل الأخرعدوا يستوجب القتل في نظر المتعصبين دينيا.

يشكل خطاب الكراهية والعنصرية إنقلابا على القيم الدينية السامية التى تدعو إلى التسامح والتآخى والإدماج والتنوع والقيم الإنسانية والمجتمعية والأخلاق الحميدة. ويعتبر هذا الخطاب بمثابة شيطان هدفه الرئيسي  تهديد المجتمع وتقويض التماسك الاجتماعي والنيل من القيم المشتركة.

كما تؤدي زيادة خطاب الكراهية الذي يستهدف طوائف أو أفرادا على أساس دينى إلى تيسير ارتكاب المتعصبين والإرهابيين الجرائم ُ الوحشية أو الإعداد لها، كما يمكن أن يكون نقطة إرتكاز لإنطلاق العنف الذى يهدد السلام والاستقرار والتنمية المستدامة للمجتمع.

إن الكراهية والتحريض على العنف وعدم قبول الأخر يستهدف بالأساس المنطقة العربية حيث يأتى هذا الاستهداف من جانب الدول العظمى التى قامت بالتخطيط والإعداد والتدريب والدعم المالى واللوجيسي للجماعات الإرهابية المكلفة بتنفيذ مخططات الفوضى التى عشنا أحداثها في 2011م ، واعترف بها مسئولى البيت الابيض.

 كما أن تاريخ بريطانيا العظمى مفعم بالمؤامرات فهى من أصدرت وعد بلفور بإنشاء وطن لليهود في فلسطين، وأسست تنظيم الإخوان الإرهابي وروجت لأيديولوجية العنف والتعصب الدينى لهدم الدول واستخدمت ادوات تزييف الوعى الوطنى وإضعاف روح الانتماء والولاء وتعزيز مفاهيم وأفكار التطرف العنيف لهدم المجتمعات وتكفيك الدول، كما أنها ما زالت توفر مأوى آمن للإرهابيين وإستثمارهم وغسل أموالهم وتمويلهم للعمليات الإرهابية. 

ومازال خطاب الكراهية والدعوة للعنف والعنصرية والتمييز راسخاً في وجدان وعقول المتعصبين وبات (جمرا تحت الرماد)، فنشاهد آثاره في المظاهرات والاحتجاجات المصحوبة بأعمال شغب وعنف لممارسات العنصرية والعنف الذى يمارس ضد اصحاب البشرة السوداء والهنود الحمر والأقليات من جانب البيض بالمجتمع الأمريكى، وتبدو مظاهر الانقسام الحاد واضحة بين الجمهوريين والديمقراطيين وتوجهاتهم وسياساتهم مما أثر سلبا على حياة ومعيشة ودخول افراد مجتمعاتهم.

كما نشاهد اثار هذا الخطاب في حادث مقتل القمس ارسانيوس بالاسكندرية باعتباره رجل دين مسيحى وغيرها من حوادث العنف والقتل التى يتعرض لها  بعض الأفراد نتيجة الكراهية والتعصب والتحريض على استخدام العنف ضد الآخر.

مما يدعونا إلى مواجهة افعال الشيطان ومحاولات إثارة الفتنة بين المصريين التى لن تنتهي طالما تحقق مصر استراتيجيتها لتصبح دولة عظمى بإقتصادها وسياساتها والإنفراد بقراراتها وتوفير حياة كريمة لأفراد الشعب وترسيخ روح الانتماء والولاء للوطن.

 إن الالتزام بروح التسامح وعدم الانسياق أو الإنزلاق نحو العنف والتكاتف والترابط المجتمعى في مواجهة روح الكراهية والتمييز والعنف على اساس الدين أو العرق أو اللون أو لأى سبب تمييزى آخر يتطلب جهدأ حثيثا من علماء ورجال الدين الاسلامى والمسيحي، وتنقية المناهج والبرامج التعليمية والجامعية، خلو منتجات الفن والإعلام من أى اشارات تدعو للتفرقة وعدم التمييز بما يتسق مع القيم الدينية السمحة وحقوق الانسان والابداع الحقيقي، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال الالتزام  بتطبيق مبدأ سيادة القانون على الجميع كونه مطلب رئيسي وأساسي لبناء دولة مدنية كنص الدستوروبما يتماشى مع قيم الجمهورية الجديدة.

إن الشعب والجيش والشرطة والقضاء المصري الشامخ هم من يرسمون معالم الطريق السليم  للحفاظ على القيم والاخلاق والمكتسبات ومستقبل الاجيال القادمة بالمجتمع المصري.

About Post Author