د.بهاء حلمي يكتب:رسائل مصر للعالم
إن مشهد افتتاح شيخ الازهر والبابا تاوضروس للمسجد والكنيسة بالعاصمة الادارية الجديدة يوم السادس من يناير 2019 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركة عدد من الرؤساء والمسئولين والوزراء والشخصيات العامة الوطنية وممثلي العديد من الدول والهيئات الاجنبية، لا يشكل رسالة سلام وحب للعالم فحسب بل هو بمثابة اعلانا جديدا لميثاق مصر لترسيخ القيم الانسانية والوحدة الوطنية بارض السلام، وبدء بث رسائل السلام للناس في العالم اجمع، لتعود مصر كما كانت قديما مركزا للحضارة والثقافة.
لقد قال الرئيس ان افتتاح المسجد والكنيسة وهما الاكبر في الشرق الاوسط كله انما يجسد لحظة مهمة في التاريخ المصري، ولن يسمح لآحد أن يؤثر سلبا في شجرة المحبة التى غرست وتحتاج الى المحافظة عليها حتى تخرج ثمارها من التسامح والتآخى بين الناس من مصر للعالم بأسره، انها رسائل راقية ومتحضرة تتواكب مع القيم الانسانية وروابط التعايش المشترك ، كما انها رسالة لزرع الورود بدلا من الغلو والتعصب والتطرف والارهاب الذى يقوم على فكر ونهج قطع الرؤس وقتل البشر والانسانية.
انها رسائل تؤكد على إصرار الدولة لترسيخ مبدأ المواطنة ، وتأكيد على الايمان برسالة الوحدة الوطنية وتماسك الشعب المصري حتى يكون محصنا ضد اى محاولات للاثارة أواللعب على اوتار الفتنة الطائفية او ضد أى محاولات لاختراق المجتمع.
كما تشير رسائل مصر للعالم في تلك المناسبة بالتزامها بحقوق الانسان والمساواة وعدم التمييز وتنمية الترابط داخل الجماعة الوطنية لتحقيق المصالح المشتركة وبناء المستقبل للاجيال القادمة، واعلان بأن مصر وطن خالد للمصريين وانها مهد للدين وراية مجد الاديان السماوية كما ورد بديباجة الدستور.
اذا كان هذا الافتتاح وفاء لوعد القيادة السياسية فهو ايضا التزاما بحماية الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدتنا الوطنية، اضافة الى كونه التزام باحكام الدستور التى تقرر السيادة للشعب الذي يتعين عليه ان يصون وحدته الوطنية التى تقوم على المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين.
والتزام بان تكون رسالة التعليم لترسيخ القيم الحضارية والروحية وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح. انها رسائل مضيئة وقوية للداخل والخارج لتعلن عن دور مصر ونهجها في مواجهة التمييز والحض على الكراهية، والعمل على توفير حياة أمنه لكل انسان، وان حرية الاعتقاد مطلقة، وحرية ممارسة الشعائر الدينية واقامة دور العبادة لاصحاب الاديان حق يكفله الدستور والقانون في مصر، واعلانا عن الالتزام بتطبيق سيادة القانون والاصطفاف في مواجهة أهل الشر سواء كانوا من اصحاب الفكر المتطرف وايديولوجية العنف أم كانوا من الارهابيين وأهل الظلام، وعدم السماح لهم بأثارة الفتن أو محاولات ممارسة اساليب الجهل ضد شركاء الوطن مثل اجبار بعض المصريين على مغادرة محل الاقامة أو تهجير بعضهم قسريا أو تعرية بعض النساء بقري محافظة المنيا بسبب احداث وشائعات يخيم عليها الظلام والجهل والفقر.
إن رسائل مصر للعالم هي رسائل لاعلان سياسة ونهج مصر السلام على الصعيد الداخلي والدولى كما انها رسائل تحمل في طياتها النور والخير للمستقبل طالما حافظنا على تماسكنا ووحدتنا وترابطنا ونبذ كل الافكار والاعمال غير الانسانية مهما كلفنا من تضحيات.