د. بهاء حلمي يكتب: حق عمال النظافة في التكريم
يحتفل العالم في الاول من كل عام باليوم العالمى للعمل أو بالاحري عيد العمال الذين يستحقون التكريم لدورهم الفعال في زيادة الانتاج ومساهمتهم في تحقيق التنمية الاقتصادية إضافة الى الانجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية. وان كانت هذه المناسبه تشمل تكريم عمال النظافة ايضا إلا انهم يستحقون منا تكريما خاصا يليق بدورهم وعطائهم على المستوى الوطنى والدولى لخصوصية وطبيعة وظروف عملهم الشاقة والقاسية، ولدورهم المتميز والرائد في خلق بيئة صحية نظيفة ومجتمعات راقية.
يقوم عمال النظافة باداء واجب وطنى ومهمة اجتماعية وانسانية سامية سواء كان في مجال تنظيف الشوارع والطرقات من القمامة والاتربة أو اعمال الصرف أم من حيث اداء عمل شاق ينعكس سلبا على حالتهم الصحية والنفسية يؤدونه برضا وتفانى وتسامح.
انهم يمارسون عملهم في كل الاوقات وتحت اشعة الشمس وفي البرد، ينظفون اسفل السيارات والاقدام، يستنشقون العادم والروائح الكريهه، يبذلون جهودهم واوقاتهم بأجور قليلة ومستقبل غير مستقر لأسرهم، مما حدا بالبعض اللجوء الى ارتداء ملابس ممزقة ومتسخة لاستثارة عاطفة الناس، مع التسول عند اشارات المرور وعلى الكباري وبالشوارع وتزداد تلك الظاهرة فخلال ايام شهر رمضان الكريم للحصول على اكبر قدر من الصدقات.
بقدر صعوبة مظهر التسول وطلب المال وحاجة غالبية عمال النظافة للمساعدة بقدر مسئوليتنا عن علاج هذه الظاهرة على المستوى الاجتماعي او الامنى لتجنب اندساس أحد المجرمين بينهم او ارتداء زيا مشابها بغرض ارتكاب عمل غير مشروع.
ولا يتاتى هذا إلا من خلال العمل على سد حاجاتهم وتأمين معيشة اسرهم وغرس قيم الثقة والاعتزاز بالنفس والايمان بقيم العمل واحترام الواجبات الوظيفية والمهنية، وتطوير الزى الخاص بهم، وصرف غطاء رأس وحذاء رياضى بشكل موحد على مستوى كل محافظة وارتداؤه بشكل يليق بالهيئة التى يعمل لصالحها والمجتمع ككل.
إن رسالة عمال النظافة لا تتمثل في التنظيف والتطهير والمساهمة في المظهر الحضاري للمدن والمجتمعات فحسب بل تمثل قدوة ونموذج في مواجهة القذارة الاخلاقية والقدوة السيئة لعادة القاء المخلفات بالطريق، ولولا جهودهم لامتلأت البلاد بالامراض والاوبئة.
حقا فهم يستحقون كل الرعاية والدعم والتكريم على الصعيدين الدولى والوطنى سواء كان على المستوى الرسمي ام المجتمعي.
فإذا كانت المواثيق الدولية لحقوق الانسان والتشريعات الداخلية تهدف وتحث على تشيع احترام حقوق الانسان وحق العمل وتوفير برامج التوجيه والتدريب والتمتع بشروط عادلة ومرضية تراعي كافة شروط الامن والسلامة والصحة وتضمن للعامل ولاسرته عيشا كريما واجرا منصفا.
لا يغنى عن ايلاء المجتمع الاهتمام بدور ورسالة عمال النظافة والسعي لتكريمهم تعظيما لدورهم البناء وعملهم الخلاق.
ربما تكون هناك بعض الجهود الشخصية المتواضعة لتكريم عمال النظافة وتوجيه بعض كلمات الشكر القليلة والنادرة على مواقع التواصل الالكترونى التى لا تصل الى اى منهم لعدم امتلاكهم الوسائل الالكترونية أو التعليمية للاطلاع عليها، وفي كل الاحوال فهى لا ترقي لمستوى عطائهم واحلامهم المشروعة ولا تتناسب مع حجم التحديات التى يواجهونها في عملهم.
إن تبنى فكرة تخصيص الامم المتحدة يوما دوليا لتكريم عمال النظافة وأسرهم يًعد عملا اخلاقيا وانسانيا يتناسب مع عملهم في سبيل خدمة البشرية ويتماشى مع المواثيق الدولية، كما ان تبنى عمل يوم وطنى لتكريمهم يشكل احد أوجه اعلاء حقوق وقيم الانسان المصري مع وضع سياسات وآليات لمتابعة شكل ومضمون وبناء عامل النظافة المصري بما يعكس الشكل الحضاري لمصرنا الحديثة فهو عملاً خلاقاً ايضاً.