د. بهاء حلمي يكتب:  دور الشباب في مواجهة مخاطر الامطار والسيول

 تعرضت العديد من الدول العربية خلال الايام الماضية مثل الكويت والاردن والسعودية والبحرين وغيرها لموجات عنيفة من الامطار والسيول ربما تكون الاولى من نوعها من حيث ضراوتها واضرارها في ضوء ما خلفته من خسائر بشرية ومادية فادحة.

كما تعرضت بعض محافظات مصر لموجات متفاوتة من الامطار والسيول بعضها كانت امطار رعدية وبعضها الاخر كانت طوفانيه مما ادى الى حدوث انهيار لعدد من المنازل في بعض القري وفرار السكان الى اعلى الجبل والمناطق المرتفعة، وما زالت تشهد بعض المحافظات سيول ولكنها ولله الحمد لم تصل في شدتها او قوتها لدرجة السيول التي شاهدها الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا.

ونظرا لان الأمطار والسيول والفيضانات تشكل خطراً كبيرا على حياة الإنسان والحيوان والممتلكات، وهي تنشط في فصل الشتاء أو عند حدوث تغيرات مناخية على الاجواء المصرية.

فقد قامت الحكومة والمحافظات المختلفة بالإعلان عن الاجراءات التي تم اتخاذها قبل حدوث ازمة السيول مع الاعلان عن خطط مواجهة السيول في كل محافظة حال حدوثها، كما تم تحديث الخطة القومية لمواجهة الكوارث الطبيعية سنويا بمجلس الوزراء وهذا امر جيد يتوافق مع الاسلوب والتخطيط العلمي لمواجهة الازمات والكوارث الطبيعية كما أنه يحدد الاجراءات الواجب اتخاذها قبل حالات الطوارئ واثناء حدوث الازمة وعقب انتهائها.

الا انه من المناسب  تحديد أوجه الاستفادة من التجارب والدروس السابقة في مجال الكوارث الطبيعية وعلى الأخص في مواجهة الامطار والسيول والفيضانات سواء كانت أحداث على الصعيد الدولي أم على الصعيد المحلي خشية توحش الامطار والسيول وتحولها الى كوارث وعواقب وخيمة في ضوء التغيرات المناخية المتسارعة الامر الذى يتطلب معه اعادة النظر في جرعات التدريب على السيناريوهات التي تحاكي الواقع مع النظر في اهمية زيادة اعداد المدربين والمؤهلين على مواجهة تلك الحالات وكيفية الاخلاء ونقل المتضررين بالمناطق المنكوبة الى مواقع الايواء المخصصة اسوة بما يحدث في دول العالم المختلفة وللحد من اثار تلك الكوارث والتي يمكن ان يصاحبها حرائق او انهيارات ارضية شديدة.

بالضرورة هناك قوات الحماية المدنية منوط بها مسئولية الدفاع المدني وكذلك الاجهزة المعنية بالقوات المسلحة جاهزة وعلى اهبه الاستعداد للتعامل مع مثل هذه الازمات ولكنه لا يوجد لدينا الاعداد الكافية من المتطوعين او المتدربين المدنيين المؤهلين والمدربين على عمليات اخلاء المتضررين بالأسلوب الصحيح تجنبا لخطر التدافع.

 اضافة الى اهمية ترسيخ فكرة العمل التطوعي وخدمة المجتمع من خلال بناء وتعزيز القدرات البشرية في مواجهة الكوارث الطبيعية التي يمكن ان تقوق القدرات والامكانات الوطنية المتاحة.

فيمكن تدريب طلبة المدارس الثانوية وما في حكمها على عمليات الاخلاء ليس في مدارسهم فحسب بل على خطط الاخلاء بالمدن والأحياء والقري بالنطاق الجغرافي وتزويدهم بإشارات خاصة للقيام بدورهم تنسيقا والجهات المعنية.

 من المفيد اتاحة الفرصة للشباب والطلبة في التعرف على عناصر خطط الاخلاء واجراءاتها وكيفية تأمين المرافق كمحولات واعمدة الكهرباء، وتدريبهم على اجراءات الاسعافات الاولية واعمال الانقاذ والتعرف على مواقع المستشفيات والعيادات وسيارات الاسعاف، ومواقع مراكز الايواء العاجل مثل مراكز الشباب والمدارس والجمعيات الاهلية والتعرف على الطرق المؤدية لها، وامكانية تشجيع المدارس على توفير وتجهيز المهمات الخاصة بالإغاثة ومواجهة الازمات لتدريب الطلبة واستخدامها في حالات الطوارئ مع عمل لوحات ارشادية بالإجراءات الواجب اتباعها اثناء الازمة وبعدها.

 ويمكن اضطلاع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة بحملة لتوعية المواطنين بالتعليمات التي يمكن اتباعها في حالات السيول والفيضانات وانهيار الطرق سواء كانوا متواجدين بالمنزل ام في حال التواجد خارجه، وماهية وسائل الانذار ومصادر ووسائل المعلومات التي يستقي منها الاوامر، والحالات التي يستوجب فيها اخلاء المنزل واماكن الايواء واسلوب التعاون مع فرق الحماية والدفاع المدني الرسمي والتطوعي.

ان تشجيع وتنمية ثقافة العمل التطوعي لدى الاطفال والشباب يحقق العديد من الفوائد للفرد والمجتمع ويرسخ قيم الولاء والانتماء وحسن ادارة واستغلال الوقت في اوقات الازمات.

 

 

 

 

About Post Author