د. بهاء حلمي يكتب:  منتدى شباب العالم نواة لتأسيس منظمة أممية جديدة

نعقد منتدي شباب العالم في صورته الثانية في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر 2018 بمدينة شرم الشيخ وعلى ارض السلام والحضارة وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه المنتدي الاول.

فقد عقد منتدي شباب العالم الاول في الفترة من 4-10 نوفمبر 2017 في مدينة شرم الشيخ بمشاركة اكثر من 3000 شاب وفتاه من 113 دولة، شاركهم فيها 222 متحدثأ من 64 دولة من اصحاب الخبرات في مختلف المجالات وبحضور عدد كبير من مختلف الزعماء وقادة الفكر والرأي حول العالم لمناقشة القضايا الدولية مثل الهجرة واللاجئين، الديمقراطية وحقوق الانسان واستقرار افريقيا، العولمة والهوية الثقافية، التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي واثرها على السكان، أهمية الحوار الحضاري والثقافي وصناعة المستقبل، مكافحة الارهاب والعديد من الموضوعات الأخرى اضافة الى عمل نموذج محاكاة للأمم المتحدة.

وجاء منتدي الشباب 2018 بمشاركة من 160 دولة وحوالى 5000 شاب وفتاه ليضفي بعدا جديدا من حيث القدرة على التنظيم، والارادة السياسية لاستمرار تنفيذ هذا المؤتمر الذي يمثل اقوى منبرا لشباب العالم حاليا أو من حيث مضاعفة عدد الشباب المشاركين عن العام السابق للتعبير عن آرائهم ورؤيتهم لمستقبل اوطانهم في مناخ  من الحرية والثقة والامل في المستقبل أو من حيث الموضوعات والقضايا التي تثار على مستوى العالم والتي يتم مناقشتها مع ابراز أهمية الحفاظ على قدرات الدول وسيادتها وقدرة مؤسساتها، اضافة الى مشاركة الشباب في نموذج محاكاه القمة العربية الافريقية تنفيذا لتوصيات الاتحاد الافريقي المنعقد في مايو 2018 في اطار تفعيل توصيات منتدي شباب العالم 2017م.

ان فكرة منتدى شباب العالم هي فكرة ملهمة وصناعة شبابية مصرية خالصة، كما ان استمرار تنفيذ هذا المنتدى بشكل ومضمون جديدين يعتبر ابتكارا وابداعا ليست على المستوى الوطني أو الاقليمي أو الدولي فحسب بل على مستوى الحضارة الانسانية والثقافة العالمية وصقل وتأهيل الشباب وتعزيز الحوار بين الثقافات وتنمية روح الحوار واحترام الاخر.

اذا كانت الحضارة المصرية القديمة لم ولن تغرب عنها الشمس باعتبارها مصدر الهام للعالم على الرغم من التطور التكنولوجي والمعلوماتي الهائل، فإن تبنى الرئيس عبد الفتاح السيسي اقامة هذا المؤتمر وما يشمله من نقاشات في القضايا الدولية وابعادها المختلفة واثارها على المجتمعات مع عمل نماذج لمحاكاة للأمم المتحدة والبرلمان الدولي والقمة الافريقية وغيرها انما يؤسس لفكر وطموح نحو تأسيس منظمة أممية من الشباب والمجتمع المدني على مستوى العالم لتكون بديلة منطقية عن منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن باعتباره تطور طبيعي لقدرات الشباب وقيادتهم للعالم في اطار ما يتمتعون به من تطلعات وقدرات ابداعية وتكنولوجيا حديثة على ان تتكون الجمعية العامة للمنظمة الجديدة ومجلس امنها من الشباب على ان يكون لكل دولة صوتا واحدا دون تمييز بما يرسى قواعد العدالة والمساواة وفقا لميثاق الامم المتحدة.

ربما تكون فكرة اليوم قابلة للتحقيق غدا لتصبح مصر الحديثة رائدة ليست في الفكر والابداع فقط بل في صناعة شباب المستقبل، وادارة العالم من خلال تأسيس منظمة اممية جديدة من المجتمع المدنى تقوم على قيم الانسانية ومواجهة الارهاب والحفاظ على حقوق الانسان في البقاء تحت دولة ذات سيادة تحميه وتوفر له الكرامة والصحة والعيش الكريم والحرية، مع ترسيخ فكرة استخدام الدول للقوة الناعمة التي تملكها بدلا من الحروب والعنف وسياسات اثارة الصراعات الداخلية والخارجية التى تتبعها القوى العظمى ضد الدول الناشئة والنامية والفقيرة بالعالم بغرض تحقيق مصالحها دون النظر الى اى اعتبارات اخلاقية او انسانية.

 

 

About Post Author