مواجهة الإعلام المضاد.. واجب وطنى
بهاء حلمي يكتب: في 2019/4/3
يحتل الإعلام مكانة كبيرة في حياتنا اليومية والعملية وله تأثير كبير وفعال في مخاطبة عقول الناس، وهو متعدد الوسائل والنوافذ التى يطل علينا من خلالها، فلم يًعد الإعلام مجرد صحيفة أو تلفاز أو مذياع فقط وانما تجاوز تلك الوسائل وتعدى الواقع والفكر بفعل تكنولوجيا الاتصالات ليصل الى السوشيال ميديا والمواقع الالكترونية وغيرها من المنصات الجديدة التى تتميز بانها اكثر سرعة وانتشارا على مستوى العالم دون أى حواجز او موانع، مما خلق بيئة خصبة ومساحة كبيرة لنشر لكل الاخبار والمعلومات والاشاعات والادعاءات والحملات الاعلامية الموجهة-وهو أمر واقع ليس بجديد – ولكنه قد لا يتأتى لبعض وسائل الاعلام الوطنية التعاطي معه بعد.
تواجه مصر حرب اعلامية شرسه مغرضة هدفها محاولة اثارة الفتنة واحداث بلبلة في أوساط الرأى العام من خلال العديد من الفضائيات والمنصات الالكترونية وغيرها لبث الإشاعات والاكاذيب .
إن ما تسمى بحروب الجيل الرابع تقوم على استخدام الاعلام والاشاعات لاختراق وإضعاف المجتمعات وإحداث البلبلة والتحريض لتكوين رأى عام في اتجاه مناهض لسياسات ومؤسسات الدولة وانجازاتها، وهو ما يحاول الاعلام المضاد التعويل عليه.
إن أخطر ما نواجهه حاليا هو حملات الاعلام المضاد الممول من قطر وتركيا والدول الراعية للارهاب والتى تحتضن قيادات جماعة الاخوان المحظورة مثل بريطانيا التى تأوي زعماء ومراكز التطرف، وما تبثه الابواق الاعلامية المستأجرة للتضليل والكذب والتحريض مثل الـ B C ) B ( التى تسعي من خلال سياستها وبرامجها الى التحريض وزعزعة استقرار الوطن والنيل من النجاحات الوطنية على صعيد الاصلاح الاقتصادي والسياسي والاهتمام بسلامة الانسان المصري وبنيانه والتطلع لتحقيق التنمية المستدامة، واستقلال القرار الوطنى.
إن مواجهة الاعلام المضاد لمصر واجب وطنى والتزام الكافه بمراعاته مسئولية وطنية طبقا لآحكام الدستور إضافة الى انه لا يقل أهمية عن مكافحة الارهاب لما ينطوى عليه من اثار وانعكاسات سلبية على المجتمع والامن القومي، وهو الامر الذى دعى الولايات المتحدة الامريكية ابان حكم اوباما إلى رصد ميزانية خاصة لإنشاء وحدة تتبع البنتاجون والخارجية الامريكية تعمل على رصد وتحليل ومواجهة الدعاية الإعلامية المضادة، وبعدها انشئت الحكومة البريطانية وحدة عمليات خاصة لمواجهة الإعلام المضاد والعمل على منع نشر الاخبار الزائفة ضدها وتحقيق اهدافها على المستوى الداخلي والدولى.
صحيح أن هناك جهود كبيرة من اجهزة المعلومات والجهات الحكومية والوزارات المختلفة في مواجهة فيضان الاشاعات في ضوء تربص وسائل الاعلام المعادية الغارقة في أموالها القذرة التى تدفع لها، اضافة الى دور الهيئة العامة للاستعلامات في مواجهة منصات الإعلام المضاد.
إلا انه يبدو أن المستقبل سيكشف عن المزيد من الحملات الاعلامية المضادة بالتزامن مع انجاز المرحلة الاصعب في الإصلاح الاقتصادي وحالة الاستقرار الناتجة عن التماسك والترابط بين جموع وفئات الشعب المختلفة، واستعادة مصر لدورها الاقليمي والدولى.
ومن ثم فلا مناص من الاستفادة من التجارب السابقة في انشاء وتدعيم اجهزة ووحدات المعلومات الخاصة بمزيد من الموارد البشرية والمادية لمواجهة اعباء رصد وتحليل الاعلام المضاد مع تقدير حجمه وقوته وتأثيره محليا وخارجيا لمواجهته بفاعلية وكفاءة وذلك بجانب الجهود المبذولة من اكاديمية ناصر العسكرية والمعاهد الامنية المختصة وخبرائها في التوعية وعقد الندوات بكافة ربوع الوطن للتعريف والتوعية بماهية واهمية الامن القومي والتحصين ضد االاشاعات، حفظ الله مصر وشعبها.