د بهاء حلمي يكتب: الآمان بوسائل النقل

غالبا ما تكون نتائج حوادث وسائل النقل مروعة من حيث الخسائر البشرية والمادية أو من حيث اثارها النفسية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة سواء على المواطنين أو على صعيد الاستثمار والسياحة وانعكاس ذلك على الأمن القومى للبلاد.

تشمل حوادث وسائل النقل “الطائرات، السفن والبواخر، القطارات، المركبات، وسائل النقل النهرية والترفيهية كالتلفريك والبالون..وغيرها”، ويدخل ضمنها كافة حوادث المركبات والدراجات البخارية على الطرق أو التى تتسبب في اصابته او وفاته من المشاة.

دائما ما تهرع الاجهزة المعنية إلى موقع الحادث لنقل المصابين وعلاجهم، وانتشال جثث الضحايا والتعامل مع الازمة وتشكيل اللجان الفنية والقانونية المتخصصة، لفحص وتحديد اسباب الحادث، ودراسة وسائل العلاج والحلول لعدم تكرار مثل تلك الحوادث.

يهتم الجميع وفي مقدمتهم اسر الضحايا بمعرفة نتائج التحقيقات واسباب الحوادث وعما اذا كان هناك خطأ البشري لإخضاعه ومحاسبته قانونا.

يعتبر الخطأ البشري هو اكثر الاسباب شيوعا في حوادث وسائل النقل سواء كان من جانب شخص القائد او السائق او المختص بالصيانة او المعنى بالمتابعة والتفتيش للتأكد من صلاحية وكفاءة وسيلة النقل ذاتها،او من جهة حالة الطرق وقضبان السكك الحديدية، ومراجعة وسائل الامان المرتبطة بحواجز المزلقانات والتحويلات وكفاءة العاملين بها. أم بسبب عدم الكفاءة او الاهمال او عدم اكتراث العنصر البشري بقواعد الامان اثناء عبور الطرق او خطوط السكك الحديدية.   

وفي حوادث القطارات الاخيرة ظهرت اسباب اخري كالأعمال التخريبية واستخدام الاطفال لفك مسامير بعض الخطوط-وجميعها اسباب منطقية- إضافة الى عدم اهتمام الانظمة السابقة على مدار عشرات السنوات بهذا المرفق الحيوي دون صيانة او رعاية حتى بات على شفا حفرة.

يتبين مما سبق ان كل الاسباب تدخل ضمن اجراءات الأمان “Safety First”. هذا الشعار هو الجوهر المعمول به في مجالات العمل المختلفة بجميع دول العالم المتقدمة بما فيه وسائل النقل وعناصر تشغيلها، كما يتم الأخذ به في معهد تدريب السكك الحديدية.

ولكن الفرق هو أن “مفهوم الامان اولا” يعتبر ثقافة وقانون ومنهج يتبع لتدريب افراد المجتمعات وتأهيلهم قبل استكمال دراسة قيادة اى قطار او مركبة خاصة، حتى اصبح نهج واسلوب حياة لكافة المواطنين، ويوقع على المخالف الجزاء القانوني الرادع اذ يعتبر الاخلال بالامان بتلك المجتمعات جريمة كبري.

فأول ما يجب ان يدركه  قائد الطائرة ومساعده وطاقمه، وسائق القطار ومجموعه العمل، وسائق السيارة الخاصة وغيره ممن يعمل في تلك المجالات هو مفهوم  وقيمة مبدأ “الأمان أولا” وكيفية الالتزام به والتأكد من تطبيقه في كافة الظروف والأحوال.

فقائد السيارة عليه مراجعة الاطارات، والعدادات والاشارات ومساحات الامطار، والفرامل وعواكس الطريق في حالة التعطل، ولا يمكن تحرك قطار أو اقلاع طائرة  إلا بعد التأكد من صلاحية وكفاءة معاملات الآمان لكافة الاجهزة ووسائل الطواري وحالة الطرق والخطوط، وبعد الاقلاع الشرح للركاب بالاجراءات الواجب اتباعها طوال الرحلة وفي حالات الطوارئ.

إن الإلمام بمفهوم “الأمان أولاً”  يحد من الخطأ الشخصى ويحمى المواطنين سواء كانوا ركاب او عابرين أو مسئولين عن التشغيل.

 يقع العبء على الجهات المختصة بالحفاظ على الامان والطمأنينة تنسيقا مع الجهات المختصة بوسائل النقل والطرق مع وسائل الإعلام في اعطاء مساحة واهتمام لتنمية الوعى بجانب توعية الاطفال بالمدارس ودور العبادة ومراكز الشباب وفى التجمعات العائلية، والتأكيد على مخاطر عبور بعض المواطنين من تحت القطارات او محاولة التصوير علي الخطوط  اقتداء بالظواهر الالكترونية الخطرة.

إن إعادة  تجميع وصياغة قواعد الامان والسلامة بكافة مؤسسات الدولة ومرافقها وملاعبها في بوتقه واحده مع تشديد الجزاءات في حال المخالفة قد يكون عاملا مساعدا لتحقيق الامان اولا مثل الدول المتقدمة.

About Post Author