د بهاء حلمي يكتب:استخدام الدرونز في عمليات الشرطة
الدرونز جمع (درون ) وهى طائرة مسيرة بدون طيار شاع استخدامها في كافة مجالات الحياة وفقا لحجمها وتجهيزاتها والغرض، وهى عبارة عن ربوتات طائرة نتاج الذكاء الأصطناعي.
باتت الدرونز إحدى الوسائل الفعالة في مجال الأمن والسلامة لحماية المواطنين وهو موضوع مقالنا. بعيدا عن الاستخدامات العسكرية أو الحربية الاخري.
فهى تستخدم في تصوير الأفلام والحفلات والمباريات وفي خدمات الأسعاف والاطفاء والأنقاذ .كما تستخدم اثناء الأزمات في المناطق الموبوءة وفي اماكن تلوث المياة أو مواقع تسرب الغاز، وتستخدم الاحجام الكبيرة منها في نقل الأشخاص وحمل الطرورد والمساعدات بمناطق الكوارث الطبيعية بدلا من مروحيات الشرطة الجوية .
فالشرطة الجوية التقليدية تعتمد بشكل أساسي على الطائرات العمودية أما الجديد هو توجه الشرطة المدنية في معظم دول العالم نحو الاعتماد على الدرونز في عملياتها لمكافحة الجرائم والإحلال محل الطائرات المروحية بالشرطة الجوية لما تتميز به هذه الربوتات من قدرات تكنولوجية ولوجستية وتوفيرا للنفقات وترشيدا في حجم القوات والمعدات.
ففي المانيا تستخدم الدرونز في عمليات مكافحة الكورونا ومتابعة ورصد المناطق والحدائق داخل المدن لرصد اية مخالفات، وبعضها مزود بمكبرات صوت لمساعدة وتوجيه قوات الشرطة التى تعمل على الارض كالدوريات والنجدة لمتابعة تطبيق قرارات العزل الاجتماعي.
وتستخدمها الشرطة الأسبانية في رصد جرائم نقل المخدرات ومراقبة المسطحات المائية ورصد المخالفات. وتعتمد شرطة الإمارات العربية عليها في دعم العمليات الأمنية والتدخل السريع والتصوير وتدعيم الاتصالات ومتابعة حالة المرور وعمليات الإنقاذ ومتابعة الفاعليات والمناسبات الرياضية.
وتستخدمها عمان في متابعة التجمعات للتحذير من العدوي من انتشار “كوفيد 19″،وتعتمد الشرطة البريطانية على الدرونز في الاستطلاع الأمنى ومراقبة التجمعات والاحتجاجات بجانب متابعة الحالة الامنية.
وتستخدمها قوات الشرطة في كثير من المدن الأمريكية فى مراقبة عمليات البناء والاستطلاع ونقل الاحداث أول بأول لغرف العمليات لمتابعة الحالة الأمنية، وتم إحلال طائرات الشرطة الجوية بالكامل بالدرونز في بعض المدن الأخري بكاليفورنيا. ومن المتوقع زيادة استخدامات تلك الربوتات في كثير من الاعمال الاخري
إذ تشير بيانات ادارة الطيران الفيدرالية الأمريكية الى استخراج عدد 3100 تصريح تجاري لطائرات دون طيار في مجالات البنية التحتية والزراعة والنقل في 50 ولاية.
وأن قيمة سوق الطائرات التجارية بدون طيار بلغت اكثر من 127 مليار دولار في 2016. وذلك لسهولة استخدامها وتقليل الاعتماد على العنصر البشري – فيمكن بكبسة زر تحريك أو إرسال طائرة ( درون) إلى الموقع المحدد بأقل تكلفة لانها توفر الملايين من الجنيهات التى كانت تنفق على المروحيات والطيارين ونفقات الصيانة وعدد ساعات الطيران لتنفيذ اعمال لشرطة الشرطة الجوية.
إضافة الى ان استخدام هذه الربوتات في مراقبة الطرق والعربات وغيرها ينكن تنفيذه بشكل اوتوماتيكي.
لذلك تبرز الحاجة الشرطة المصرية بالدرونز لفاعليتها وكفاءتها وسهولة استخدامها ومميزاتها الاخري لزيادة قدرات الشرطة في مواجهة تطور الجريمة على ان يتم استعمالها وتشغيلها وفق قواعد وضوابط قانونية وأمنية خاصة لحماية الامن القومي، والحفاظ على سرية المعلومات والخصوصية.
إن استخدام الدرونز في عمليات الشرطة سوف ينعكس ايجابا على الوضع الأمنى وتطبيق سيادة القانون بكافة ربوع البلاد، ويحد من الجرائم مع امكانية تنفيذ اعمال اضافية عما سبق ذكره كمتابعة تأمين المنشأت الهامة والمناطق السياحية والاثرية والبواخر السياحية، وكشف حالات الاعتداء على اراضى الدولة ومتابعة تنفيذ الإزالات، والكشف عن عمليات زراعة وتهريب المخدرات ومتابعة ورصد الحالة المرورية وغيرها من المهام الأمنية الاخري.
من خلال التنسيق وغرف العمليات وقوات الشرطة المتخصصة كل في مجاله كما ان استخدام الدرونز يزيد من سرعة الاستجابة، وترشيد حجم القوات ، وتوفير النفقات واتاحة الوقت المطلوب لتدريب العنصر البشري لرفع الكفاءة والمهارة. مع امكانية وضع تشريع ينظم عمل ربوتات الذكاء الاصطناعي في الشرطة المدنية بإعتبارها رؤية مستقبلية لتطوير الاداء الامنى بما يتكامل مع الانجازات التى تحققها مصر على مدار الساعة في كافة المجالات