مخاطر الكوارث الطبيعية

إن الأحوال المناخية الشديدة التى يمر بها العالم ساحقة حيث تضرب الكوارث الطبيعية كافة بقاع العالم مثل حرائق الغابات والمساكن واحتراق مولدات الطاقة والأعاصير المدمرة والزلازل والتسونامى الذى يسبب ارتفاع مستوى المحيطات وذوبان الأنهار الجليدية بالقضب الشمالى بالقارة المتجمدة.

بجانب الكوارث الناتجة عن العواصف الشمسية الكبيرة، والكويكبات التى قد تضرب الأرض وتتسبب بدمار هائل، والأوبئة والأمراض المعدية والحروب البيولوجية والنووية وغيرها من الكوارث الطبيعية والبيئية الاخري التى صنعها الانسان.

وهى كوارث مدمرة على حياة الإنسان سواء كانت من حيث الوفيات وعدد الجرحى أوالنازحين والمشردين أم من حيث الخسائر الاقتصادية والأضرار التى تلحق بالدول والمجتمعات المختلفة وخاصة الدول النامية والمجتمعات الفقيرة.

  تتوالى التحذيرات الأممية من الكوارث البيئية التى ستقع على مدار العقدين المقبلين نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق مما يؤدى إلى ارتفاع مستويات البحار وإغراق مدن ساحلية بل ودول بأكملها.

ومن ثم فالكوارث الطبيعية والبيئية تمثل حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية فجأة ويصبح الناس نتيجتها في حاجة إلى حماية وملابس وملجأ وعناية طبية واجتماعية واحتياجات الحياة الضرورية الأخري.

وقد كانت مصر سباقة في إعداد الاستراتيجيات والخطط القومية لمواجهة حالات الكوارث والطوارئ والاستعداد والتهيؤ لمواجهة نتائجها وما يتطلبه ذلك من رفع القدرات الفنية والبشرية والتنظيمية لتكون قادرة على مواجهة هذه الأحداث بالشكل الذى يقلل من حجم الخسائر في الارواح والمتلكات وإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل وقوع هذه الكوارث.

فقد تم رفع مستوى إدارة الأزمات والكوارث التابعة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى مستوى قطاع في عام 2015م، وإعادة تشكيل اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر في عام 2016 لتضم ممثلي كافة مؤسسات الدولة.

 وتم الإعلان عن أكثر من 14 استراتيجية وخطة قومية للتعامل مع مثل هذه الأزمات والكوارث في مراحل قبل الأزمة،وإدارتها حال وقوعها، وما بعدها مع تضمينها وضع السيناريوهات والتدريب عليها ورفع مستوى الوعى المجتمعي.

من هنا نطلق صيحتنا بضرورة بناء القدرات وتدريب الكوادر البشرية بكافة المؤسسات والجهات المعنية المناط بها  التعامل مع هذه الأزمات والكوارث للحد من اثارها السلبية على المجتمع.

وبناء نظام وطنى للإنذار المبكر إسوة بخطة البنتاجون نحوالاعتماد على الذكاء الاصطناعى فى مواجهة الكوارث الطبيعية وتقديم المساعدات الإنسانية فى المناطق المنكوبة، وتطوير خوارزميات ذكاء اصطناعى لتحسين صنع القرار فى مراحل مبكرة من حدوث الكوارث الطبيعية والجهود الإنسانية المصاحبة لها بجانب بناء ثقافة سليمة لدى المواطنين للتعامل مع الكوارث والحد من مخاطرها.

إن استعداد الحكومة والجهات المعنية بالإنقاذ والعلاج وتوفير المأوى والغذاء لسكان المناطق المنكوبة، ورفع مستوى الوعى لدى المواطنين حول كيفية التعامل الايجابي اثناء مواجهة الكوارث يجنب المجتمع حدوث أى اضطرابات اجتماعية أو اقتصادية.

إن تناولنا لهذا الموضوع ليس بغرض تخويف الناس أو بقصد تحميل الحكومة والمؤسسات الوطنية أعباء إضافية، بل بقصد تحليل مؤشرات الكوارث الطبيعية التى تضرب دول العالم، وحشد كل الطاقات والامكانات للحد من تداعياتها، وإلقاء الضوء على أهمية تعزيز الثقافة الوطنية ورفع مستوى وعى المواطنين لتنظيم جهودهم في مواجهة تداعيات مثل هذه الكوارث حال حدوثها.

حيث أن كثير من مواطني الدول النامية التى ترتفع بها نسبة الأُمية والتى تتميز بضعف ثقافة العمل التطوعى المنظم عند التعامل مع الكوارث الطبيعية والبيئية قد يشكل أعباءً إضافية ويؤثر سلباً على مناح الحياة والاستقرار بالمجتمع.

لقد حان الوقت لتعريف المواطنين بدورهم في حالة حدوث أزمات او كوارث طبيعية، وإرشادهم بوجباتهم ولتجنب مخاطر التجمع العشوائي أو إعاقة جهود الإنقاذ أوالعلاج أوالإخلاء أو توزيع الغذاء. مع الإعلان المسبق عن أماكن الايواء التى يمكن اللجوء اليها بكافة المحافظات والمدن في حالة الأزمات والكوارث الطبيعية.

وتفعيل دور وسائل الإعلام في الإعلان عن ارقام مختصرة جديدة للطوارئ لتلقي بلاغات الاستغاثة وطلب الدعم والانقاذ، مع حسن إعداد متلقين البلاغات وتعظيم دورهم في سرعة الاستجابة وتهدئة نفوس المواطنين.

مع وضع خطة إعلامية وطنية للاعلان عن جهود الدولة والمواطنين في حالة وقوع الكوارث، ولطلب الدعم الدولى اللازم لمواجهة تلك الكوارث وفقا للاتفاقيات المبرمة. والله خير حافظا.

About Post Author