د. بهاء حلمي يكتب:الإمارات واحة الإصالة والريادة
رؤى للمستقبل
يسطر ابناء الشيخ زايد حكيم العرب ملحمة من العمل الجاد والدؤوب لبناء الانسان وترسيخ خطى الامارات العربية نحو الريادة في المعرفة وتكنولوجيا المستقبل من منطلق العراقة والاصالة.
إن الاصالة لا تتمثل في عراقة النسب فحسب بل تتمثل ايضا في تواضع وحكمة ووطنية وانسانية الشيخ زايد رحمة الله عليه، الذى استطاع ان يسطر التاريخ، ويدون الذاكرة الوطنية بأروع النماذج والحكم لتكون نبراسا لصناعة الثقافة الوطنية ووضع أطر لعلاقة الحاكم بشعبه ومسئوليته عن بناء الانسان اعتمادا على العلم والمعرفة والاستثمار في خلق اجيال جديدة من المتعلمين والمثقفين.
اذا كان الكتاب يخلد صاحبه فإن التاريخ يخلد حكمة الشيخ زايد الذى كان يتمتع بالإصالة في الرأى والإصالة في الاسلوب وكثير من الافكار العبقرية التى تعبر عن الدفء الانسانى والتسامح وتمسكه بالماضى بهدف صناعة مستقبل أفضل. حيث ترك خلفه واحة وميراثا من الاصالة ونهجا انسانيا كمبادئ وقيم اساسية للتسامح والحب والتنمية.
والحقيقة أنه ما كان للامارات أن تتبوأ مكانتها العالمية إلا من خلال قادة وحكام يعملون وفق مبادئ حاكمة قوامها الاصالة، ومضمونها التنسيق والتناغم لتحقيق أهداف محددة تقوم على المعرفة وخلق بيئة مواتية واجيال قادرة على استقبال تكنولوجيا المستقبل والتعامل معها بحرفية. انهم رجال عقدوا العزم وتعاونوا ونجحوا في دمج الاصالة مع الريادة.
فالتمسك بالقيم والتسامح والحكمة التى كانت تفيض من حكيم العرب والايمان بالقدرة والتحلى بالارادة في تحويل تلك القيم الى واقع عملي ملموس على ارض الامارات بات امرا واقعيا ونموذجا يحتذى به.
انهم يحققون الانجازات وفق خطط مدروسة وتنفيذا لاستراتيجيات واضحة ومحددة الاهداف في المجالات المختلفة وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وقبل ذلك التعليم والتكنولوجيا مما اتاح للامارات ان تمسك بمفاتيح وادوات وأليات قيادة بعض جوانب العولمة وفتح الاسواق ودول العالم المختلفة امامها بأسلوب هادئ وناعم ايضا.
اضحت الامارات العربية تمثل عاصمة التسامح في العالم، ومقراً للمؤتمر العالمى للأخوة الانسانية، ومقرا وطنيا للتسامح “كرؤية القيادة ومسيرة شعب”،اضافة الى المؤتمرات العديدة العلمية والطبية والثقافية وقمم الحكومات وتكنولوجيا المستقبل لتعزيز دور الشباب في تحقيق الامن والسلم الدوليين.
لم يمر علينا اسبوعا وإلا نقرأ عن فعاليات جديدة تقام في الامارات سواء كانت في مجال العلوم الاجتماعية والانسانية ام كانت في مجال العلوم والمعرفة والتقنيات الحديثة بما فيها العملة الالكترونية وربوتات تكنولوجيا المستقبل ام في كافة مناح الحياة الاخري، وعلى الرغم من ما تحمله ادارة الدول من مسئوليات نجد قادة وحكام الامارات على تواصل مباشر مع الناس، يتفاعلون مع الاحداث والمواقف المختلفة كما يتواصلون مع من يرغب على مواقع التواصل الالكترونى الذى يطلق عليه البعض “التواصل الاجتماعي”.
حقا لقد استطاع قادة وحكام الامارات سواء في ابو ظبي أو دبي أو في باقي الامارات السبع جعل الامارات العربية واحة من الاصالة والريادة بفضل امتلاكهم الحكمة والفكر والعزيمة لتحويل الحلم الى حقيقة على ارض الواقع. بارك الله في كل جهد وطنى مخلص. ورحم الله حكيم العرب.