د. بهاء حلمي يكتب: منظمة العفو الدولية غير حيادية
تدار منظمة العفو الدولية من خلال أمانة عامة مقرها لندن، وللمنظمة كيانين هما شركة منظمة العفو الدولية المحدودة، وجمعية منظمة العفو الدولية الخيرية بانجلترا وويلز. ومن غير الواضح من هم الشركاء المؤسسين للشركة المذكورة.
تقوم رسالة المنظمة على منع انتهاكات حقوق الانسان والامتثال للمعايير والقوانين الدولية، وتعبئة الرأى العام للضغط على الحكومات التى تنتهك هذه الحقوق.
وتهدف الى ايقاف العنف ضد المرأة، ومقاومة الارهاب والتعذيب، وتهتم بحقوق اللاجئين، وتنادى بإلغاء عقوبة الاعدام، وحصلت المنظمة على جائزة نوبل للسلام في 1977.
ومن ابرز مبادئ المنظمة انها ذات طبيعة حيادية ومستقلة عن الحكومات والايديولوجيات السياسية والمصالح الاقتصادية والمعتقدات الدينية، وتمول من تبرعات الاعضاء والجهات المؤيدة لها.
تؤمن منظمة العفو الدولية بأن هذا الاستقلال يعطيها اهمية كبرى لدقة التقارير واتزانها، وأن جميع تقاريرها مبنية على ابحاث مدققة بمعرفة امانتها العامة بلندن، وتعبر عن ايمانها وقدرتها على تصحيح الاخطاء إن ثبت وقوعها في المعلومات الصادرة عنها.
إلا أن الواقع يشير إلى انتهاك منظمة العفو الدولية للمعايير الدولية لحقوق الانسان، وعدم الحيادية، وانتهاك المبادئ التى تأسست عليها، وانها تشكل غطاء لجبهة النصره مع الدفاع المفضوح عن الارهاب، إضافة الى ممارسة التمييز بين البشر.
ونتناول بعض الوقائع والأسانيد التى تثبت ذلك من خلال استعراض موضوعين: الأول تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في شهر مارس بمناسبة صدور احكام القضاء المصري ضد بعض الارهابيين، والثانى تناول مؤشرات التمييز الذى تباشره بشكل علنى ضد حقوق ضحايا الارهاب من المصريين على موقعها الالكترونى تحت مسمى الاسلاموفوبيا.لقد صدرتقرير منظمة العفو الدولية في مارس 2020 تعقيبا على أحكام بالإعدام بحق 37 مداناً واعتراف المنظمة بأن هذه الاحكام ضد من ارتكب جرائم خطيرة وهجمات مميته.إلا انها اعربت عن قلقها البالغ بشأن المحاكمة بناء على ما تضمنه تقرير “الجبهة المصرية لحقوق الانسان” من اقوال لبعض المتهمين بتعرضهم للاختفاء القسري والتعذيب.يشار الى ان الارهابيين المحكوم عليهم نفذوا أكثر من 54 هجوما ارهابيا ادى الى استشهاد الكثير من الضباط والمواطنين، ومحاولات تفجير مديرية امن الدقهلية، اغتيال وزير الداخلية، تفجير مديرية امن القاهرة وغيرها من الهجمات التى تبنتها جماعة انصار بيت المقدس التى بايعت تنظيم الدولة في العراق والشام(داعش) واطلقت على نفسها ولاية سيناء في 2014.وبالبحث في تقرير منظمة العفو الدولية تبين انه يستند على معلومات غير مدققة صادرة عن جهة وهمية تدعي الجبهة المصرية لحقوق الانسان عنوانها شارع كونيكوفا بمدينة برنو بجمهورية التشيك.
وتدعى انها منظمة اوربية مستقلة معنية بحقوق الانسان المصري كذبا واحتيالا، وهي عبارة عن موقع الكترونى صادر عن اعلام الجماعة الارهابية من الخارج. أما بالنسبة للمعلومات والبيانات المنشورة على موقع منظمة العفو الدولية الالكترونى تحت عنوان الاسلاموفوبيا فهو يتضمن الحوادث الارهابية التى وقعت في العالم مستهدفة المواطنين ودور العبادة بالولايات المتحدة الامريكية واوربا دون أى اشارة للعمليات الارهابية التى استهدفت دور العبادة وقتل المئات من المصريين الابرياء.وهنا نسأل امانة منظمة العفو الدولية في لندن؟ هل الهجوم الارهابي على مسجد الروضة بسيناء وقتل 305 مصل بينهم 27 طفلا مصريا، وهدم الكنائس وقتل المصلين بها لا يماثلا حادث مسجد كيبك بكندا الذى قتل فيه 6 اشخاص وجرح 14 اخرين المعلن بموقعكم الالكتروني، ما سبب عدم ادراج الحوادث الارهابية التى تقوم بها الجماعة الارهابية في مصر؟ الم يشير ذلك الى التمييز ضد ضحايا الارهاب المصريين.
أين مصداقية المنظمة، واين دور امينها العام وخبرائها القانونين ومسئوليتهم عن تدقيق المعلومات والبيانات الصادرة بتقارير المنظمة.
إن مسئولية المنظمة القانونية والاخلاقية تحتم عليها الإعلان عن تصحيح الاخطاء الواردة بتقريرها لاعتمادها على معلومات جهة وهمية ومشبوهة، مع سرعة إزالة اشكال التمييز الواضح والبين وادراج الحوادث الارهابية ضد المصريين الابرياء ضمن العمليات الارهابية التى شهدها العالم، وإلا تعرضت المنظمة الى المطالبة بإسقاط جائزة نوبل للسلام عنها كونها منظمة غير حيادية ومنحرفة عن مسار حقوق الانسان.