د. بهاء حلمي يكتب:اوربا تحظر جماعة الإخوان
يتوالى حظر جماعة الاخوان المسلمين في الدول الأوربية من خلال إصدار قوانين جديدة تحظر وتقيد أنشطة الجماعة ومنافذها بعد أن وضح للعالم أنها بؤرة لنشر الفكر المتطرف وتوطينه في أوربا كما انها تقدم الدعم وتمويل الارهاب بأشكال وصور مختلفة.
أفاقت دول الاتحاد الأوربي من نومها أو غفلتها على حقيقة فكر وايديولوجية جماعة الاخوان التى اسستها بريطانيا ومازالت تحتضن بعض قادة ورموز الفكر الاصولى المتطرف لديها بإعتبارهم إحدى أدوات وآليات السياسة البريطانية التى يتم استخدامها لتنفيذ اجندتها ضد أى من الدول العربية أو غيرها عند الحاجة.
فبعد أنتشار الجماعة وسيطرتها على مفاصل عدة دول غربية، وهيمنتها على نشر دعوتها وأفكارها بين الجاليات العربية والمسلمة عبر مساجد وجمعيات خيرية ومواقع الكترونية تقدم من خلالها مساعدات مادية وعينية، ومراكز دينية ومدارس وحلقات تعليمية لترسيخ قواعدها ونشر ايديولوجيتها استغلالا لتساهل الحكومات والبيئة الملائمة لهم.
إذ يصف الجماعة نفسها بأنها اكبر جماعات الإسلام السياسي في العالم، وتشكل العمود الفقري في جسم الدعوة الإسلامية متجاهلة مؤسسة ومنارة الأزهر، وأنها تلعب الدور الأكبر في تقديم المشروع الشامل للنهضة العظمى المأمولة للشعوب الإسلامية، وعددت مميزاتها بأنها دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، وروابط علمية، وشركة اقتصادية، وانها ترحب وتشجع الخلاف الفقهي على حد تعبيرهم، وانها تتمتع بفن التعامل مع الجميع وانها دعوة ربانية عالمية شمولية تسير بخطى متدرجة لتحقيق غايتها المرجوة.
حيث اكتشفت دول الاتحاد الأوربي زيف تلك الشعارات، وتعاظم خطر فكر وايديولوجية وسلوك واهداف جماعة الاخوان الارهابية وطرق تحايلها بعد ضبط ومصادرة ملايين اليورو مؤخرا وهى في طريقها لتمويل الارهاب، وتبين أن الاخوان متورطين في دعم كثير من العمليات الارهابية بأوروبا والعالم، وان للجماعة علاقات وثيقة بمنظمات وجمعيات وحكومات دول تمولها وتدعم ايديولوجيتها.
الأمر الذى جعل كل من فرنسا والمانيا والنمسا تصدرا قوانين تحظر جماعة الاخوان وانشتطتها وكشف الاعيبها ورصد اساليب جمع وتحويل اموال وعوائد المشروعات الإقصادية وعمليات غسل الاموال ومتحصلات الجريمة المنظمة التى تنفذها الجماعة سواء على الصعيد الاوربي أم عبر الحدود.
ومن جهة اخرى من غير المتوقع حظر جماعة الاخوان في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية، وخاصة بعد فوز الحزب الديمقراطي الذى يغطى الجماعة بمظله خاصة كونهم جواسيس واداوات للخيانة بعدما كشفت مراسلات كلنتون وزيرة الخارجية المسربه عن الدعم الامريكى السياسي والمادى لهم بمليارات الدولارات لإستهداف انظمة الحكم وبعض الحكومات العربية فيما عرف بثورات الربيع العربي.
حيث أدى مشاركة الاخوان في هذه المؤامرة إلى إدخال المنطقة بدوامة عنف غير مسبوقة حيث الصراعات والتقسيم والاقتتال وعشرات الالاف من القتلي وملايين من اللاجئين والمشردين من كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها.
واستطاعت مصر إفشال باقي المخطط على ايدى قوات مسلحة وشرطة وطنية وشعب عظيم وعزيمة لا تقهر.
لقد استوعبت دول الاتحاد الأوربي مبررات واسباب ثورة الشعب المصري ضد الجماعة الارهابية، وإيمان المصريين بنبذ التطرف والارهاب، كما تأكد للجميع مصداقية القيادة السياسية في تحذير العالم من خطر فكر وايديولوجية وتمويل الجماعة الارهابية ومخططاتها على المجتمعات والانسانية جمعاء.
كونها الام الحاضنة لكل الجماعات الاصولية والارهابية التى تعتمد مبدأ( اذا وجد مسلمين في مكان او منطقة ما فلابد من وجود إخوان) وهى مقولة تعبر عن ايديولوجية وخطر نفاذ الاخوان للمجتمعات المسالمة.
لقد ضرب الشعب المصري بكافة مكوناته أروع نماذج الوطنية من منطلق الحضارة والتاريخ والقيم الانسانية المكتسبة على مدار الزمان، والتى شكلت الهوية والوعى لأصحاب الارض، وقدرتهم ودوافعهم الداخلية التى تتجه نحو حماية الوطن والنيل والتاريخ فتحيا مصر وشعبها العظيم.