د بهاء حلمى يكتب: اقتصاد الجماعة الاردوغانية يواجه شبح الانهيار

رؤى للمستقبل في 17/8/2018م

اقتصاد الجماعة الاردوغانية يواجه شبح الانهيار

لم تفلح جهود واستثمارات جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وماكينتها الاعلامية في انقاذ عملة تركيا اردوغان على الرغم من تبنى حملات مكثفة تغلفها الفتاوى الدينية التى تحث على الجهاد بالمال وتحويل أى عملات أجنبية إلى ليرة تركية لمواجهة المشروع الصهيوامريكى الذي يهدف إلى انهيار العملة والاقتصاد التركي على حد زعمهم.

لقد سار أردوغان على طريقته ونهج وسياسة جماعته التي تتميز بالكذب والخداع والتضليل ودعم وتمويل الارهاب وتحويل الانتماء له ولجماعته بدلا من الوطن، فتوحشت احلامه وزادت اوهامه ومطامعه نحو امكانية استعادة تركيا للمجد الامبراطوري تأسيسا على فكر الجماعة وفلسفتها في عدم الاعتراف بحدود الدول لأن ارض الله لا حدود لها، فاعتمد على اهل الثقة والانصهار مع دويلة قطر التى تملك الاموال ولا تعتنق ألا مبادئ الاخوان والخيانة باعتبارها وطن جماعته والملاذ الأمن لهم وللاموال التى يمكن أن تدعمه، وصال وجال متجها الى افريقيا تارة ثم أسيا تارة أخرى معلنا التكامل مع اسرائيل، وخاض حربا على جبهات العراق وسوريا والاكراد ودخل في تحالفات عديدة معلنا عن تحقيق سياساته وانتصاراته متوهما أنه اته الخليفة الذي يمكن ان يتربع على عرش الامبراطورية العثمانية الجديدة التى يتزعمها الاخوان المسلمين.

وفي عام 2017 بدأت تظهر مؤشرات فشل سياسات الجماعة الاردوغانية وضعف الاداء وعلى الاخص في السياسة والاقتصاد مما أدى الى انخفاض قيمة العملة وطباعة البنكنوت دون غطاء في الوقت الذى زاد فيه انسحاب الشركات الاجنبية وهروب الاستثمارات في ضوء تصاعد المخاطر جراء تلك السياسات بالتزامن مع تحذير العديد من رجال الاعمال للمستثمرين للهروب باستثماراتهم من تركيا ولة بخسارة نصقها.

       يبدو أن انهيار عملة تركيا لم يكن مفاجئا على الصعيد الدولي أو الاقليمي أو الداخلي حيث بادرت جماعة الاخوان الارهابية بوضع خطط لإنقاذ اقتصاد اردوغان معتمدة على عدة محاور أبرزها تشجيع شراء البضائع والعقارات التركية، وتنشيط السياحة الداخلية، ومطالبة المستثمرين الاخوان لتحويل جزء من استثماراتهم لضخها في تركيا واقتناص كل الفرص المتاحة ولو على حساب الأخرين للاستحواذ على العملة الاجنبية من الخارج باعتبار أن الوقوف خلف الخليفة الأخواني واجب مقدس في مواجهة المؤامرات التى تحاك ضده.    

 إلا أن تلك الاجراءات لم تستطيع ايقاف انهيار الليرة التركية أو الاعلان عن رؤية علمية لكيفية مواجهة تلك الازمة وتداعياتها المحتملة، حبث ظهر ذلك جليا عند اعلان الرئيس الامريكى ترامب عن قراره مضاعفة رسوم الصلب والالمنيوم على تركيا لتتراجع الليرة التركية بنسبة من 19 الى 20% من قيمتها مما يشكل تهديدا كبيرا على الاقتصاد التركي.

يبدو أن اعلان تركيا عن الافراج عن القس الامريكى سيكون خلال أيام إلا أن احتمالات تهاوى العملة والاقتصاد التركي باتت وشيكة، وأن مؤشرات انهيار استثمارات الجماعة الاردوغانية وهروب بعضها يلوح في الافق، وهنا يثار التساؤل عن مدى تجاوب الشعب التركى مع سياسات تلك الجماعة؟ وهل سيلجأ المواطنون الى القوات المسلحة -التى سبق للرئيس التركي اهانة بعض افرادها- للحماية والوقوف ضد الجماعة الاردوغانية والحفاظ على الدولة من خطر التقسيم في نهاية المطاف؟ ربما تكشف الايام القادمة عن كثير من الحقائق والاجابات التى تشير جميعها الى تعاظم دور مصر وشعبها العظيم ومستقبلها المشرق بإذن الله.

About Post Author