د بهاء حلمي يكتب: الـ BREXIT وأثاره على الاتحاد الاوربي
الـ BREXIT وآثاره على الاتحاد الأوربي
إن كلمة BREXIT الأكثر انتشارا في بريطانيا حاليا، وأصبحت هذه الكلمة مصطلحاً دولياً حيث انتقلت إلى لغات أخرى مثل الألمانية والفرنسية والاسبانية غيرها.
وكلمة BREXIT هي جمع كلمتين انجليزيتين BRITANNIA و EXIT والمقصود بها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وفق نتائج الاستفتاء الشعبي المقرر يوم 23 يونيه الجاري.
ينقسم رأي الانجليز إلى قسمين الأول، يدعو إلى التخارج من الاتحاد الأوربي لإعادة السيادة البرلمانية للمملكة المتحدة، وأن انسحاب المملكة المتحدة سوف يجعلها قادرة بشكل أكبر على ضبط الهجرة وموقع أفضل في مفاوضات التجارة وتحريرها القواعد الأوربية والبيروقراطية ، وأنه آن الأوان للتحكم بقدرات البلاد على حد تعبير عمدة لندن بوريس جونسون.
أما القسم الثاني من البريطانيين فهم يرفعون شعار بريطانيا أقوى في الاتحاد الأوربي، وأن أي خسارة نظرية ناتجة عن السيادة المذكورة يتم تعويضها بالفوائد الناتجة عن العضوية بالاتحاد الأوربي، وأن مغادرة الاتحاد سوف تعرض الرخاء الاقتصادي للمملكة المتحدة للخطر وتقوض تأثيرها دوليا وتضر بالأمن القومي بسبب تقليص الوصول إلى قواعد البيانات الجنائية الأوربية.
ويثار التساؤل عن آثار BREXIT على بريطانيا والاتحاد الأوربي والأبعاد الإقليمية والدولية لهذا الانفصال إذا ما حدث، فنجد أنه من الناحية الاقتصادية قد يرتب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي كارثة عليها، لأنه سيتوجب توقف كافة المشاريع التي تنفذ بمشاركة الاتحاد الأوربي أو الغاؤها، كما سيؤدى إلى خسائر في الوظائف وارتفاع نسبة البطالة، وتأخير في الاستثمارات الواردة إلى بريطانيا في ضوء زيادة المخاطر على الشركات الكبيرة والصغيرة.
وعلى الصعيد الاقليمى والدولي فإن بريكست سيتسبب في تكاليف اقتصادية كبيرة لبريطانيا، كما سيحجب تأثيرها على إجراء إصلاحات داخل الاتحاد الأوربي في المستقبل بما في ذلك تأسيس السوق الموحدة للخدمات، ويترتب على خروج بريطانيا ثاني اكبر اقتصاد في الاتحاد الأوربي شكوك كبيرة على مستوى الاتحاد، مما سيخلق سياسات جديدة لتعامل الاتحاد مع بريطانيا اقتصاديا إضافة إلى زيادة المنافسة بين الشركات في دول الاتحاد الأوربي بهدف كبح جماح منافسيهم البريطانيين .
أما من الناحية السياسية والتي لا يمكن فصلها عن المسار الاقتصادي، فلها آثار على بريطانيا في حالة انفصالها عن الاتحاد الأوربي وعلى الصعيد الأوربي وعلى موازين القوى العالمية أيضاً.
فنحن نرى أن خروج بريطانيا سيؤثر على سوق العقارات بلندن مما يعزز توجه السياسة نحو دول الخليج لإقبال مواطنيها على امتلاكها، كما سيتأثر كل من القطاع المصرفي في بريطانيا وانخفاض العملة أمام اليورو والدولار مما قد يؤدي إلى زيادة المنافسة على الأسواق بدول الخليج وشمال أفريقيا وتحسين العلاقات مع تلك الدول.
وعلى مستوى أوربا فإن خروج بريطانيا سينشر عدوى الاستفتاء على الانفصال بمعنى أنه سيشجع دولا أخرى مثل هولندا واسبانيا واليونان وغيرها للخروج من الاتحاد الأوربي خاصة في ظل مشكلة الهجرة المستمرة، كما يهدد الاسكتلنديون بتنظيم استفتاء للانفصال عن المملكة المتحدة، كما أن الانفصال سيؤدى إلى خسارة الاتحاد الأوربي دولة نووية عظمى دائمة العضوية بمجلس الأمن.
وقد يكون التأثير السلبي على الاتحاد الأوربي إيجابيا لصالح روسيا وسلبا تجاه الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي دفع أوباما إلى الذهاب لبريطانيا في ابريل الماضي لدعم كاميرون ضد الانفصال وللتأثير على الرأي العام البريطاني لبقاء أوربا موحدة وقوية.
ونعتقد أن إجراء هذا الاستفتاء أيا كان نتيجته سوف يثير روح وشهية الانفصال لدي الكثير من الولايات الأمريكية للانفصال عن الوطن الأم مثل ولاية تكساس ومونتانا.. الخ لإقامة حكومات منفصلة وكيان مستقل بكل منها، وعندها سيكون لكل مقام مقال.