د بهاء حلمي يكتب:هل الإرهابيين الاجانب ..مقاتلون؟

 يعرف قانون الارهاب المصري الإرهابي بأنه كل شخص طبيعي يرتكب أو يشرع في ارتكاب أو يحرض أو يهدد أو يخطط في الداخل أو الخارج لجريمة إرهابية بأية وسيلة كانت، ولو بشكل منفرد، أو يساهم في هذه الجريمة في إطار مشروع إجرامي مشترك، أو تولى قيادة أو زعامة أو إدارة أو إنشاء أو تأسيس أو اشترك في عضوية أي من الكيانات الإرهابية المنصوص عليها قانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين أو يقوم بتمويلها، أو يساهم في نشاطها مع علمه بذلك.

ويعرف الجماعة الإرهابية بانها كل جماعة أو جمعية أو هيئة أو منظمة أو عصابة مؤلفة من ثلاثة أشخاص على الأقل أو غيرها أو كيان تثبت له هذه الصفة، أياً كان شكلها القانوني أو الواقعي سواء كانت داخل البلاد أو خارجها، وأياً كان جنسيتها أو جنسية من ينتسب إليها، تهدف إلى ارتكاب واحدة أو أكثر من جرائم الإرهاب أو كان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها لتحقيق أو تنفيذ أغراضها الإجرامية.

 

ورغما عن الغموض الذي يكتنف تعريف الارهاب في الاتفاقيات الدولية إلا انه من المتفق عليه بمقررات لجنة القانون الدولى بأن المقصود بالاعمال الارهابية الافعال الإجرامية  الموجهة  ضد دولة أخرى أو سكان  دولة ما و التي من شأنها إثارة الرعب  لدى  شخصيات أو مجموعات  من أشخاص   أو عامة الجمهور.

وتعرف الجمعية الدولية لقانون العقوبات الإرهاب بأنه الإستخدام المتعمد  لوسائل  إرتكاب  أفعال  تعرض حياة الأفراد  أيا كانت جنسياتهم  للخطر أو  الدمار.

 و كذا  ممتلكاتهم المادية من خلال  الحرق و التفجير  و الإغراق  و  إشعال المواد الضارة  و إستخدام  المواد الخانقة  في وسائل النقل  و المواصلات ، و إعاقة خدمات المرافق العامة  و تلويث  المياه  و المحاصيل  الزراعية  والمنتجات الغذائية.”

وتعرف المحكمة  الجنائية  الدولية  الأعمال  الإرهابية بأنها “كل إستعمال  للقوة  أو العنف  ضد  الأشخاص  أو  الأموال  أو الممتلكات  العامة أو الخاصة، و ذلك  لأغراض  شخصية أو سياسية  أو إيديولوجية”. 

وهنا فلا محل للاختلاف في مفهوم او تعريف الارهابيين وأفعالهم الإجرامية.

إلا ان هناك الكثير من لجان ومسئولى مجلس الامن يتعمدون وضع وتداول مصطلحات تخالف المفاهيم الاساسية  الثابتة ربما يكون لأغراض خبيثة.

مثال استخدام مصطلح “المقاتلين الارهابيين الاجانب” سواء في قرارات مجلس الامن 2014 أو في  وثيقة لجنة مجلس الامن  بشأن مكافحة الارهاب في 2015  التى تقر في نفس الوقت وجوب تجريم تمويل الارهاب ليشمل كل التنظيمات الارهابية والافراد الإرهابيين.

إلا ان مجلس الامن  وضع تعريفا للمقاتلين الارهابيين الاجانب بانهم الأفـراد الـذين يسـافرون إلى دولـة غـير الـتي يقيمـون فيهـا أو يحملـون جنسـيتها، بغـرض ارتكـاب أعمـال إرهابيـة أو تـدبيرها أو الإعـداد لهـا أو المشـاركة فيهـا أو تـوفير تـدريب علـى أعمـال الإرهـاب أو تلقـي ذلـك التـدريب، بمـا في ذلك في سياق النزاعات المسلحة.

وقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشرح المقصود بالمقاتل في الاتفاقيات الدولية، وبين المقاتل العدو والخلط فيما بين النزاعات النسلحة الدولية والداخلية.

إن استخدام مصطلح المقاتلين الارهابيين  يتناقض مع تعريف المقاتلين  الوارد في القانون الانساني الدولي الذى يعتبر أن المقاتلين هم أفراد القوات المسلحة للدول سواء في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية. فوضع المقاتل من وجهة نظر القانون موجود فقط في النزاعات المسلحة الدولية .
كما انه إطلاق مصطلح مقاتل على الإرهابي يتنافي مع حقوق الانسان وخاصة الحق في الحياة  والحماية ، ويتعارض مع الواقع.

ويتناقض مع ما قرره الامين العام للامم المتحدة في نهاية 2018  بإن الإرهاب هو في جوهره إنكار لحقوق الإنسان وتدمير له،. ويجب علينا مكافحة الإرهاب بلا هوادة لحماية حقوق الإنسان.

وان نعمل في نفس الوقت على التصدي للأسباب الجذرية للإرهاب. وأن حقوق الإنسان لها قدرة على تحقيق الوئام أكثر شدة من قدرة الإرهاب على إحداث الدمار. واكد على  أنه لا ينبغي ربط الإرهاب بأي دين أو عرق أو جنس لذلك فلا يمكن اعتبار الارهابيين الاجانب مقاتلين أو محاربين.. فهم ارهابيون سفاحين وقتله وعلينا تكثيف الجهود لتغيير مثل تلك المصطلحات والمفاهيم المغلوطة.

 

About Post Author