عيد الشرطة .. حكاية وفاء وتضحية
د. بهاء حلمي يكتب: بجريدة الجمهورية:
تحتفل مصر في 25 يناير من كل عام بذكري العزة والكرامة والوطنية، ذكري معركة الاسماعيلية 1952م، يوم سجل رجال الشرطة المصرية بطولاتهم وتضحياتهم في الاسماعيلية في مواجهة جيش الاحتلال البريطانى بحروف من نور تضئ سجل تاريخ الأمة.
إن هذا اليوم يجسد عقيدة رجال الشرطة دفاعا عن شرف هذا الوطن وكرامته ووفاءُ للرسالة النبيلة حتى التضحية، وهذه الرسالة تترسخ في وجدانهم وعقولهم وعملهم.
إن الايمان برسالة الامن والمسئولية عن توفير الطمأنينة للمواطنين والسهر علي حفظ النظام العام بعناصره (الامن العام-الصحة العامة –السكينة العامة)، والآداب العامة في اطار من الالتزام بالدستور والقانون واحترام حقوق الانسان وحرياته الاساسية هى رسالة وطنية نبيلة تتطلب رجالا اوفياء قادرون وواهبون كل الوقت والجهد في خدمة أمن الوطن. إنهم رجال الشرطة المصرية الذين يعملون مدعومين من اسرهم وابنائهم ودافعهم الوطنى.
إن الاحتفال بعيد الشرطة المصرية الباسلة يشهد بمسيرة كفاح ونضال وطنى وعطاء أمين ومخلص ومتواصل يقدمه رجال الشرطة الساهرون على أمن الوطن والمواطنين وتخليــدا لذكــرى شهدائهــم.
إن رسالة الشرطة ليس في مكافحة الجريمة بشتى صورها أو حماية المواطنين من الارهاب والتصدى لكافة صور الجريمة المنظمة فحسب بل في توفير عوامل الامان والسلامة والتعامل مع المخاطر الامنية الناجمة عن ممارسات النشاط البشرى بالمجتمع بكل مهنية وحرفية سواء كان في المجال الصناعي او الاقتصادي او الاجتماعي او الصحي والطبي أو النشاط البيئي وغيره.. جنبا لجنب مهام انفاذ القانون الكلفين بها على مدار الساعة.
تتعامل الشرطة في كل الظروف الطارئة والازمات والتحديات الأمنية من خلال هيكل تنظيمي لتخصصهم ولقدراتهم وامكاناتهم بما يتفق مع العلم والمعرفة والتوصيف الدقيق مع التأهيل الجيد باكاديمية الشرطة ومعاهدها العلمية المختلفة، أو بمعاهد مندوبي الشرطة وغيرها من المعاهد والمراكز التدريبية الاخري، بجانب اكتساب المهارات والقدرات الخاصة التى تؤهلهم لمواجهة ما يفوق قدرات الشرطة المحلية بمديريات الامن وفرقها المختلفة مثل رجال العمليات الخاصة والامن المركزي البواسل الذين يعملون في صمت وانكار للذات.
إن عقيدة رجال الشرطة مستمدة من جينات وطنية موروثة من الاباء والأمهات والأجداد، تم صقلها وترسيخها من خلال الإعداد وتشكيل الوعى والقدوة المستمدة من سلوك وعطاء القادة السابقون الذين أوفوا العطاء، ومن خلال القادة الحاليون الذين يؤدون الواجب بأمانة وإخلاص.
إن أروع نماذج الوطنية والتضحية في سبيل الوطن هى ملاحم وقصص شهداء الواجب، وتُعد الأم والزوجة المصرية هى منبع الحب والحنان ومصدر القوة والهام الابناء وشعاع اثارة الحس لإخراج دافع التضحية في سبيل الوطن كما انها تتحمل الآم الفراق بصبر وجلد. فكل التحية لها ولأفراد أسرهم وأبنائهم، والخلود لارواح الشهداء .
إن حماية الأرواح والأعراض والأموال ومنع الجريمة وضبطها يتطلب قدرات وامكانات ومعلومات ودوافع بشرية خاصة وعمل دؤوب وعزيمة متفردة في مواجهة التحديات والتحلى بروح الاقدام والمبادأة لاجهاض كل ما يمس الامن والاستقرار.
كما يلقى هذا الاحتفال مزيدا من المسئولية على عاتق رجال الشرطة في خدمة الشعب بتطوير الاداء والتدريب والاعتماد على العلوم والتكنولوجيا والإمام بوسائل واساليب مواجهة الجرائم، والتوجه نحو التحول الرقمي لمزيد من الخدمات الامنية لراحة المواطنين وتخفيف اعباء العمل وللوقاية من الامراض.
وبمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة نوجه تحية واجبة للشعب المصري الذى حمل واحتضن ابناء الشرطة في ثورة 30 يونيو 2013 الأبيه، والذى شد على اياديهم، ودعم رجالها بالتعاون مع الجيش العظيم لاستعادة الوطن ومسك زمام الامن والتصدى للارهاب.
تحية تقدير وعرفان إلى السادة القادة والقيادات الذين أوفوا العطاء، وقد ظلت وزارة الداخلية تحتفل بيوم الوفاء من خلال لقاء وزير الداخلية معهم بعد احتفالات عيد لشرطة حتى عهد قريب تكريما لهم ولمسيرة حياتهم العملية، وما ساهموا به من عمل أو في مجال إعداد كوادر من الصفوف التالية.
تحية وتهنئة لكل رجال الشرطة المصرية الأوفياء الذين عملوا ويعملون بكافة ربوع الوطن أو في مهام وحدات الشرطة المصرية بعمليات حفظ السلام خارج الحدود في يوم احتفال مصر بعيدها.